وماذا بعد!
بعد أن إستعرضنا ما يرصده العالم من تغيُر أنماط التسليح في العالم العربي، ودور قاطن الإليزيه في التأثير على هذه الأنماط والإستفادة منها، نجد أن هذا الطرح يُلقي عل طاولتنا سؤالين:
الأول: هل لعب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الدور الأكبر في زيادة مبيعات السلاح الفرنسي في السنوات الأخيرة، وحل بعض تعقيدات التسويق (كما في حالة المقاتلة رافال على سبيل المثال)؟ أم أن دوره كان عادياً ومن البديهي أن يقوم به أي رئيس فرنسي، وربما أجاده آخرون بدرجة أكبر من الرئيس أولاند؟
الثاني: الدول العربية التي توسعت في طلب وتشغيل الأسلحة الفرنسية، هل كان لديها بدائل أفضل؟ وما أسباب أفضلية البدائل التي تُطرح؟
وكالعادة تقييمات لكل الإجابات والمساهمات الهادفة..
تحياتي لكم جميعاً..

اعتقد ان المرشحه الفرنسيه لوبان و ان كانت تنتمى لليمين المتطرف اعتقد انها ستكون اكثر ديناميكية و حركه من ماكرون فهى صراحه قد اعترفت بذلك علانيه عن دعم الدول التى ستواجه الإرهاب و اعتقد يمكن الفوز بعقود تسليحيه ضخمه من ورائها اعتقد و عن نفسى و اتمنى 24رافال اخرى و 2 جويند آخرين و فريم مع نسبه تصنيع محلى و اتمنى قطع الغيار و بعض التسليح الخفيف و لكن تبقى فرضه المرشح اليساري إيمانويل ماكرون الأكبر فى الفوز

اظن الامر يتلخص فى المنفعة المتبادلة 
واطن ان الولايات المتحدة كان عامل هام وفارق فى تزايد التسليح الفرنسي فى الشرق الاوسط
فمماطلة وتضييق الولايات المتحدة فى فترة ما على حلافاءها التقليديين (مصر بالتحديد) لعدم تبنيهم وجهه النظر الامريكية فى المنطقة فى فترة سابقة
جعلت مصر وهى دولة ذات ثقل فى المنطقة تبحث عن مصادر اخرى للتسليح كى تحقق قدر معقول من توازن القوى 
فمع ان فرنسا مورد تقليدى لمصر 
وان بعض الصفقات كانت قد تم بحثها حتى قبل التوترات الحالية 
الى ان تزايد الاعتماد على السلاح الفرنسي جاء نتيجة للصراع القائم فى الشرق الاوسط مع المحاذير التى تبنتها امريكا مع دول لا تتبنى سياساتها 
مصر كانت فى حاجة الى مورد مصدر ثقة لا يكلفها مواقف سياسية كبيرة ومتفوق تقنيا وهو ما انطبق على الفرنسيين 
وفرنسا كانت تدرك ان تخاذلها او رفض غير مدروس سيجعلها خارج الشرق الاوسط لفترة كبيرة 
ويحسب لاولاند الجرءة والدنياماكية والسرعة فى انجاز الصفقات (حسن استغلال الموقف)
وهو ما نلاحظه جليا فى الفريم (التى بنيت لفرنسا فى الاساس ) وكذلك الرافال وسرعة التسليم 
اظن الامر يحسب للرجل تماما 
فقد قدم بلاده على انها شريك يعتمد عليه فى اكثر الاوقات تعقيدا 
وهو ما سيتعكس اثره مستقبلا (سيترتب عليه صفقات اخري )

اخيرا 
ماتم التعاقد عليه لا اظن انه كان بالامكان ايجاد بدائل له خاصة فى الشق البحري
فالغرب (المانيا / هولندا / ايطاليا ) لم يكن ليخالف السباسات الامريكية 
والروس والى الان لديهم مشاكل فى التسليم السريع ناهيك عن مشاكل المحركات 
والصين اظن انه كان يمكن الحصول منها على سفن لكن كان علينا ان نقتنع بما هو اقل مما حصلنا عليه (توقيت صعب)

اما الرافال 
فحتى مع حصولنا على الميج
لا اظن ان لهذه التحفة بديل متاح لنا 
وسرعة التسليم (يحسب للادارة الفرنسية ) كان عامل حاسم 

الخلاصة 
اظن الرجل - بلاضافة الى ما تم من صفقات - نجخ فى حجز مكان اكبر للسلاح الفرنسي فى الشرق الاوسط مستقبلا

بالنسبة للنزيل القادم سيحسن العلاقات مع المنطقة العربية خاصة شمال افريقيا أو سيقطعها تماما : نتحدث هنا عن 
ايمنيال ماكرون من اليسار معتدل يحظى بدعم الجزائر علانيتا من خلال مؤسساتها في فرنسا و الذي زار الجزائر خلال الحملة الانتخابية و في اعتقادي يحظى كذلك بدعم تونس و المغرب* الجالية الجزائرية لوحدها حوالي 6 ملايين نسمة* مصدر
في حالة فوزه ستتطور العلاقات بشكل غير مسبوق حيث أنه وضع صوب اهتمامه ازالة المعظلة التي كانت تمثل الجليد في العلاقات الفرنسية و هي الاعتراف بالجرائم المرتكبة في المستدمرات 
هذه العوامل تجعله اوفر حظ في الفوز مما سيدر اموال طائلة على فرنسا اقتصاديا بسبب انفتاحها اكثر على افريقيا و الدول الاوربية

مارين لو بان : يمينية متطرفة معروفة بعدائها الشديد للمهاجرين والدها هو مؤسس حزبها و قد ورثت مبادءه 
حيث وعدت بطرد المهاجرين و وصفتهم بالارهابيين و يقال انها تحظى بدعم روسيا * دعم غير مهم الجالية الروسية لاتمثل شيء في الميزان *
و قررت أيضا الخروج من الاتحاد الاوربي
في حالة فوزها ستتدهور العلاقات الفرنسية خاصة مع الدول الافريقية و البرتغال و تركيا 


هذه نبذة عن أهمية نزيل الاليزي و الصراع الحاصل و تأثيره مستقبلا 

أحب أن أكون صريحا : إذا أخدنا النموذج الخليجي بالتسلح  أعتقد أن الأمر أكبر من هولوند و من مهارته  التجارية و لكنه نتيجة أكثر لسياسة الكيدية و شراء مواقف فرنسا من الأزمة السورية ثم معاقبة رمزية لأمريكا علي الإتفاق النووي  و إبتعادها عن الشرق الأوسط بفترة أوباما
كان من الممكن إستغلال جوع الفرنسيين للمال و توطين كامل للصناعة أو علي الأقل إستهداف الأجزاء المهمة بالطائرة كالمحرك أو الرادار و خاصة أن هناك بدائل حاظرة في السوق كالسخوي35 يمكن إبتزاز الفرنسيين من خلالها و كان ممكنا توحيد سمسار الشراء لزيادة الضغط
أموال النفط إنتهت في اللهو  و إنه من من العيب أن لا نمتلك مقاتلة خاصة بنا

اراى ان اولاند نجح فى اقتناص فرصة زهبية وهى تراحع التاثير الجيوسياسى لفترة ولاية اوباما الاخيرة فى الشرق الاوسط واقتنص جزء من كعكتين اولهما الكعكة السياسية فى بروز نجم فرنسا كدولة محاربة لارهاب داعش فى الشرق الاوسط وتبعه الكعكة العسكرية فى زيادة المعروض من التكنولوجيا لاعسكرية على قاطنى الشرق الاوسط 
فنجح فى دفع عمليات بيع السلاح الفرنسى بتسهيلات لم تكن موجودة سابقا بهدف اقتاص الفرصة التاريخية من عزوف بعض المستخدمين التقليديين للسلاح الامريكى " مصر كمثال " بعد تعنت ادارة اوباما معهم فعرض الرافال مثلا على مصر بقرض من البنوك الفرنسية نفسها كما سهل حصول مصر على النسخة المخصصة للجيش الفرنسى من الرافال والفريم بعد نزع قدراتها النووية وصاروخ اسكالب نافال من الفريم.
لم نكن نرى فى السابق لين من الجانب الفرنسى فى نقل التكنولوجيا فنرى اتاحتها لنقل تكنولوجيا وتصنيع زخائر " Hammer " لمصر ونقل تكنولجيا صناعة البدن للجاويند ايضا بجانب عرض نقل تكنولوجيا الرافال للهند وغيرها من التسهيلات العجيبة من جانب الادارة الولاندية للاليزيه بجانب وزير دفاعه المتناغم معه.
فانا ارى انه ليس بالرئيس العادى اذى مر على فرنسا فقد اقتنص بشكل جيد جدا وسريع جدا فرص لم يقتنصها غيره.
اما بالنسبة للشق الثانى من السؤال فساتكلم عن مصر خصوصا فمصر لم يكن لها بديل واقعى بتكنولوجيا فريدة ومتقدمة كالرفال من اى دول العالم قبل هذه الفرصة ولا الفريم ولا المسترال ولا حتى نقل بدن الجويند. لذلك لا ارى انه كان متاح بديل اخر لنفس التكنولوجيا

الفرنسيين كغيرهم كان لهم الدور الكبير في زعزعة أوضاع المنطقة العربية منجل بيع المزيد من الأسلحة للبلدان العربية التي تستورد كل شيء من الخارج, حتى تبقى تابعا لهم. ولذلك نرى الدور الفرنسي في الصراع السوري وما تلاه والصراع الليبي والمشاركة في إسقاط النظام ودورهم (الابوي) من اجل عودة النفوذ الفرنسي المنطقة ولكن بصيغة جديدة. فقد حركت فرنسا بقيادة هولاند دورها في سوق السلاح العربي وفتحت شهية دول العالم الثالث العربية ببعض العقود والتسهيلات لكي بقراراتهم السياسية و لامد بعيد.

من جهة طرف في حاجة إلى دعم قدراته لماجهة التحديات المستحدثة لكنه يواجه بعض التعنت من طرف حليفه التقليدي, و من جهة أخرى طرف يسعى لتثبيت قدمه في سوق السلاح و زيادة حصته أكثر فأكثر و يقدم نسخا مماثلة للتي يشغلها جيشه, النتيجة الطبيعية لهذه المعادلة هي توافق الطرفين.

اقتباس :

Third, French politicians cannily played on old diplomatic relationships with allies
in the Middle East and Asia, which accounted for nearly 70% of exports from 2010 to 2014

 لعب السياسيون الفرنسيون بشكل حثيث على العلاقات الدبلوماسية القديمة مع حلفاء في الشرق الأوسط وآسيا، والتي شكلت ما يقرب من 70٪ من الصادرات من 2010 إلى 2014.