قال وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي إن الإرهابيين في شمال مالي ليسوا جزائريين فقط بل متعددي الجنسيات، وأن بلجيكا تشاطر الجزائر رؤاها حول ضرورة دعم الحل السياسي بين شمال مالي وجنوبه، خاصة مع التحولات الكبيرة التي تعرفها بلدان المغرب العربي والحراك الكبير في تونس وليبيا.
صرّح وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، أمس، خلال مؤتمر صحفي مع نائب الوزير الأول ووزير الشؤون الخارجية والتجارة الخارجية والشؤون الأوروبية لمملكة بلجيكا، ديديي ريندرز بإقامة الدولة، الذي يزور الجزائر مرفوقا بوفد هام تتقدمه كاتبة الدولة للجوء والهجرة، ماجي دي بولك أن التعاون بين البلدين كبير في عدة مجالات، وعلى رأسها قطاع النقل، نقل التكنولوجيا الطاقة النووية، البحث العلمي، الصيدلة.. ويجري العمل حاليا لتطويرها أكثر من خلال لجنة العمل المختلطة بين البلدين التي سيتم الإعلان من خلالها عن برنامج التعاون الذي سيمتد إلى سنة 2016، لكن دون أن يقدم الوزيران أي إحصائيات أو أرقام تترجم علاقات الشراكة وحجم التعاون المرتقب غير التأكيد أن المباحثات بين الطرفين شملت عدة قضايا ثنائية وإقليمة ودولية، سيما ما تعلق بما يحدث في شمال مالي، الحراك في بلدان المغرب العربي والاضطرابات في سوريا.
وأشاد نائب الوزير الأول البلجيكي بنجاح الجزائر في مواجهة الهجوم الإرهابي على المنشأة الغازية بتغنتورين، معربا في ذات السياق عن أسفه الشديد للضحايا الذين سقطوا في العملية، مؤكدا أن نجاح العملية يعود في الأساس إلى التجربة الطويلة للجزائر في مكافحة الإرهاب خلال السنوات الماضية. وأضاف ذات المسؤول، أن سلطات بلاده كانت في اتصالات سريعة ومباشرة مع نظريتها الجزائرية لمعرفة تطورات الهجوم الإرهابي في عين أمناس. وفي رده عن أسئلة الصحافة البلجيكية، حول أن إرهابيي الساحل جزائريون، قال مدلسي، ”إنه فعلا هناك إرهابيون جزائريون، لكن كثيرا منهم متعددي الجنسيات لديهم برنامج لضرب استقرار المنطقة عن طريق تنفيذ أعمال إرهابية، والهجوم الإرهابي على عين أمناس أكد بما لا يدع مجالا للشك أن الإرهاب في الساحل متعدد الجنسيات”. من جهته قال الوزير البلجيكي، إن هناك تنسيق بين المملكة البلجيكية والجزائر حول الوضع في مالي، وترى أنه من الضروري تنمية الحوار بين الشمال والجنوب للتخلص من الجماعات الإرهابية مع ضرورة التنمية الاقتصادية للمنطقة.
وفي الشأن الدولي دائما، أكد مدلسي أن قضية الصحراء الغربية على قدر كبير من الأهمية، وهي لا تعني الجزائر فقط بل المجموعة الدولية، لأن الأمر يتعلق بتقرير المصير، في وقت أكد فيه الوزير البلجيكي حول قضية اتفاقيات التعاون مع المغرب خاصة ما تعلق بالصيد البحري والانتهاكات ضد الشعب الصحراوي أن الأمر حاليا مطروح للنقاش.
كما أعلن وزير الشؤون الخارجية مدلسي بأنه سيتم إطلاق برنامج جديد للتعاون الجزائري البلجيكي يمتد على أربع سنوات (2013-2016) خلال شهر جوان المقبل.
وأوضح مدلسي ”أننا بصدد التحضير للجنة المختلطة التي ستجتمع في جوان 2013 بالجزائر العاصمة، والتي ستسمح بتقييم التعاون بين الجزائر وبلجيكا من أجل إطلاق برنامج جديد للتعاون يمتد على أربع سنوات 2013-2016”.
كما أشار إلى أن هذا البرنامج يحظى بتحضير ”دقيق” على مستوى مصالح الوزارتين ويخص عديد المجالات والقطاعات. في ذات السياق، أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية على ”كثافة” التعاون ”المتميز” بين الجزائر وبلجيكا وكذا ”تطابق” وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية.
http://www.al-fadjr.com/ar/national/237878.html