وفى 11آذار ادى اطلاق سراح السجناء الى ايجاد حالة فوضى وشغب عامة. وكان مجلس الدوما ما يزال يتابع محاولاته لتطويق المد الثورى،وارسلوا الى القيصر رسالة مستعجلة يخبرونه فيها ان الحالة خطيرة. ويشرحون باسهاب حالة الفوضى السائدة. ولكن الخلايا الشيوعية العاملة فى حقل المواصلات ارسلت رسالة اخرى. ولدى قراءة القيصر لهذه الرسالة المزورة امر بحل مجلس الدوما وهكذا حرم نفسه من تاييد اكثرية الاعضاء الموالية له. وفى 12 آذار ارسل رئيس الدوما المنحل رسالة اخيرة ائسة الى القيصر،وختمها بالكلمات التالية:"لقد دقت الساعة الاخيرة ،واقتربت نهاية الوطن ،ونهاية العائلة المالكة". ويعتقد ان القيصر لم يتسلم هعذه الرسالة ابدا،فلقد اشتدت السيطرة على المواصلات من قبل الخلايا المدسوسة فى مراكز حساسة على اوسع نطاق خلال الاشهر القليلة التالية-قال فى الهامش:فى سبيل كسر الروح المعنوية لدى الجنود المقاتلين على الجبهة ضد الالمان،وجه لينين رسالة الى الضباط على انه مرسلة من القيادة العليا،وكانت واحدة منها موجهة الى قائد القطاع الاوسط يامره فيها بالهجوم على العدو بينما كانت الرسائلل الاخرى لقادة الاجنحة تدعوهم الى التراجع. وليس غريبا بعد ذلك ان يثور الجنود على ضباطهما ا.ه وفى 12 آذار ثارت بعض الوحدات وقتل الجنود ضباطهم. وفجاة استسلمت حاميات حصون سانت بيتر وسانت بول وانضم معظم الجنود الى الثورة..
----وتم سقوط القيصر---
وتشكلت لجنة من الدوما مؤلفة من 12 عضو . وقد استمرت تلك الحكومة الاقليمية فى العمل حتى قلبها بلاشفة لينين فى تشرين الثانى 1917. وتولى القادة الثوريون الذين كانوا فى اغلبيتهم من المنشفيك ،تنظيم حكومة بطرسبرج الثورية،وسمحوا للحكومة الاقليمية بالعمللانها كانت تمثل السلطة الشرعية.
وبطرسبرج مدينة واحدة فى امبراطورية شاسعة . ولم تتوفر وسيلة لمعرفة ما كان يفعله المواطنون فى المدن الاخرى. وكان كيرنسكى الاشتراكى رجلا قويا جدا حتى انه كان يلقب بنابليون روسيا.
وبواسطة المساعى الحميدة التى بذلها اصحاب المصارف العالميون ،م.م واربوغ واولاده،تمكن لينين من الاتصال بالقادة العسكريين الالمان ،وبين لهم ان سياسة حكومة كيرنسكى الاقليمية وسياسة حكومة المنشفيك الثورية المتجهتان فى الحرب مع المانيا-قال فى المؤلف فى الهامش:لدى من الاثباتات ما يبرهن ان شقيق بول واربوغ كان ضابط الاستخبارات الالمانية الذى تباحث مع لينين بالنيابة عن القيادة العليا الالمانية. وهو الذى دبر امر سلامة عبوره من المانيا الى روسيا-تامل كيف ان لينين سعى الى اسقاط الحكومة من اول يوم تولت فيه ،مع انه نجح فى هدفه واسقط القيصر،ولكن الحقيقة التى لا امتراء فيها انه لم يقم بالثورة بتخطيط اصحاب المصارف حتى يشاركه هؤلاء فى الحكم ولكى توجد حرية سياسية .ابدا. فبالتاكيد كانوا متفقين انه بعد اسقاط القيصر سنبتعد نحن عن الحكومة الجديدة والسعى لهدمها ثم ننقض فى الوقت المناسب لاقامة الديكتاتورية (المطلقة) وهذا عين ما حدث فى مصر---
وتولى لينين امر اضعافنفوذ الزعماء اليهود الثوريين فى روسيا،ووعد بسحب اليوش الروسية من الحرب مع المانيا مقابل ان تساعده الحكومة الالمانية على قلب الحكومة الاقليمية وعلى السيطرة التامة على السياسة والاقتصاد فى روسيا. وبعد الاتفاق على هذه القضية عاد لينين ومارتوف وراديك وفريق من 30 شخصا من البلاشفة الى روسيا سرا بواسطة عربة سكة حديد مغلقة. ووصلوا الى بطرسبرج فى 3 نيسان ،وتولى آل واربوغ من المانبا والصيارفة العالميون فى جنيف تقديم المبالغ المطلوبة.
وقعن الجكومة الاقليمية وثيقة وفاتها بيدها عندما اصدرت بعد وقت قليل من تشكيلها عفوا عاما غير مشروط عن جميع السجناء السياسيين. وكان العفو يشمل اولئك المنفيين الى سيبيريا والذين طلبوا اللجوء الى بلدان اخرى.واتاح هذا الامر لحوالى 90،000 من الثوريين الروس المتطرفين الدخول الى روسيا،وكان العديد منهم قادة مدربين. وجند لينين وتروتسكى هذا العدد الضخم فى الحزب البلشفى---استعملت هذه الوسيلة لاسقاط النظام الثانى ولكن بنسبة اقل كثيرا من روسيا ..فقد سمعت رئيس النظام الثانى يقول ان ممن اخرجناهم فى العفو عن سجناء ثورة يناير هناك من خرج وعمل مشاكل---
فور عودة لينين الى روسيا وشرع باستعمال وسائل الاعلام لمهاجمة الحكومة الاقليمية التى منحته العفو هو واتباعه---والكل يعلم كيف استخدمت هذه الوسيلة ولا تزال مستمرة حتى الان وينوون ان تستمر حتى الاطمئنان من القضاء عليهم بشكل نهائى--- وفى اوائل نيسان كان المنشفيك يسيطرون على الحكومة الثورية اى مجلس العمال . وكان ياتى بعدهم فى الاهمية "الايسار"Essars(الاشتراكيون الثوريون). اما البلاشفة فقد كانوا فئة الاقلية. وكانت سياسة الحكومة الاقليمية تتجه لاستمرار الحرب مع المانيا لان اكثرية الروس كانت تعتبر مطامع النازية الالمانية السوداء خطرا مباشرا على سيادتها. وكان تشيدز الذى تولى رئاسة الجكومة الثورية فى بطرسبورغ بعد مارتوف مؤيدا لهذا الراى بكل قواه. وكان نائب الرئيس سيكوبوليف، الذى كان فى نفس الوقت عضوا فى الجكومة الاقليمية ايضا مؤيدا لمتابعة الحرب لانه اعتقد ان الثوريين فى حال وهزمهم للجيوش الالمانية سيتمكنون من مساعدة الجماعات الثورية فى المانيا وبولندا ضد الحكومات المهزومة.
كان هدف لينين الوحيد هو الحصول على الزعامة. هاجم سياسة الحكومة الاقليمية واتهم اعضاءها بالعمالة للبورجوازية . ودعا علنا الى الاطاحة بها.وفى ذاك الوقت لم يشا ان يعادى حكومة المنشفيك الثورية. فاصدر تعليماته الى المحرضين البلاشفة بدعوة عمال المصانع وجنود الحاميات الى تدمير الحكومة الاقليمية،ولكنه اوصاهم برفع شعار"كل السلطة للحكومات الثورية"ـ اى كل السلطة لمجالس العمال.
وكان ضمن الالوف من الوريين الذين عادوا الى روسيا بعد العفو،تروتسكى واخذ معه المئات من الثوريين الذين هربوا من روسيا الى امريكا وكندا. وكانت غالبيتهم العظمى من يهود الاطراف اشرقية من نيويورك-قال فى الهامش : سجل دينس ماهى فى كتابه"حكام روسيا"فى الصفحات 9-14 اسماء هؤلاء ومراكزهم وجنسياتهم واصولهم والوظائف التى استعملوها بعد وصول لينين وتروتسكى الى السلطة ا.ه. ---وتمكن لينين من قلب الحكومة والاستفراد باالحكم وحتى يصفو لهم الجو اكثر قاموا بمجازر ومذابح ضخمة وعمليات تطهير واسعة النطاق حتى ان اكثر المؤرخين حذرا من السوفيات رجحوا ان يكون عدد القتلى -من الروس والاوروبيون الشرقيين يتراوح ما بيم 20 الى 40 مليون ،وتلك الارقام لا تشمل الملايين من المحرومين والمسجونين والمنفيين والمعذبين وهذا اخشى ما اخشاه ان يحدث فى مصر .اسال الله السلامة. وان كنت اعتقد ان ما يخطط لجر مصر اليه حرب اهلية واسعة النطاق فلا ادرى ايهما يتضمن المخطط ولعله يتضمن كلاهما معا-نسال الله السلامة انه قريب مجيب قدير قهار----
وساعد هؤلاء الثوريون لينين فى الوصول الى السلطة.وكان معظمهم بعد انهاء مهماتهم يحكم عليهم اما بالموت واما بالنفى. ولم ينقض وقت طويل حتى كان اعضاء المؤتمر العالمى -شركاء لينين فى الثورة-لم ينقض وقت طويل حتى كانوا اما مقتولين واما فى السجن واما فى المنفى---وهكذا عندما تقوم الثورات يكون المشاركون كثر ويكون ابطالها كثر زعماؤها من فئات متنوعة . ولكن واحدا فقط يكون هو المراد سواء كان هذا الشخص معروفا قبل مدة او لم تكن مسلطة عليه الاضواء حتى جاؤت ساعة الصفر او قبلها بقليل--- ان تاريخ ديكتاتوريتى لينين وستالين يقنع الدارس المنصف غير المتحيز جموع البشرية فى العالم من اى لون او معتقد او جنس كانت ،لم تكن سوى احجارا على رقعة الشطرنج العالمية التى يتقابل فيها الصيارفة العالميون "الحمر"وسادة الحرب الاريون النازيون"السود". وكان الجميع تحت ادارة النورانيين.
والمزيد من الاثباتات حول الدور الذى لعبه الصيارفة العالميون لمصلحة لينين فى الثورة الروسية نجده فى الكتاب الابيض الذى صدر فى بريطانيا باذن الملك عام 1919"روسيا رقم 1"ولكن الصيارفة العالميون العاملين من خلال مدراء مصرف انكلترا "اقنعوا"الحكومة البريطانية بسحب الوثيقة الاصلية واستبدالها بوثيقة اخرى حذفت منها كل اشارة لليهود العالميين-قال فى الهامش:يقول الكابتن رامزى فى كتابه"حرب بدون اسم"فى الصفحة 96"لقد رايت النسختان من الكتاب الابيض وواضح ان مقاطع مهمة حذفت من النسخة الاصلية" ا.ه
يقول فرانسو كوتى فى عدد الفيغارو فى 20 شباط 1932:"ان هذه الهبات التى كان يمنحها يعقوب شيف الى حركات الفوضويين والثوريين فى روسيا وسائر البلاد ليست نفحات من الكرم الفردى. وقد اسست فى الولايات المتحدة منظمة ارهابية روسية على نفقة شيف مهمتها اغتيال الوزراء والحكام ورؤساء الشرطة وغيرهم".
والنورانيون الذين يستعملون الشيوعية والنازية لتحقيق مطامعهم السرية الديكتاتورية يضعون العمل الثورى فى ثلاث او حركات:
(1)تغيير شكل النظام القائم (سواء كان ملكيا او جمهوريا)الى دولة اشتراكية ،وبالوسائل الدستورية اذا استطاعوا
(2)تحويل الدولة الاشتراكية الى ديكتاتورية العمالية بواسطة العمل الثورى
(3)تحويل الديكتاتورية العمالية الى حكم مطلق بتطهير كل الاشخاص الذين يقفون فى طريقهم
---يوجد بالتاكيد اختلاف فى النقطة الثانية عما حدث فى مصر وبالتاكيد المؤلف يقصد حالات معينة حيث ان الثورة الفرنسية كانت مختلفة ايضا فى النقطة الثانية .. ولكن يكفى ان نستفيد ان الاحداث والمتغيرات المتتالية المتعاقبة المتلاطمة من حين قيا الثورة ليست كما تظنها الاغلبية الكاسحة من الشعب والاكاديميين والمحللين ليست تلقائية بل هى تحدث ضمن اطار ومراحل محددة مخطط لها وتكون محسوبة بدقة لتصب فى النهاية فى مصب معين. ولعل-وبكل الاسف-هذه الغفلة الضخمة عن هذه المخططات تسمح ببلوغ هذه المخططات الى نهايتها .نسال الله ان يتولى دحرها انه ولى ذلك والقادر عليه.----
بعد عام 1918 انقسم اليهود الروس الى قسمين : الثوريون المتشبثون بالنظريات الماركسية ، العاملون على اقامة اتحاد عالمى من الجمهوريات الاشتراكية (التروتسكيون) والقسم الاخر يحبذ العودة الى غلسطين وهم (الصهاينة).
وتقول الانسة ب. باسكرفيل فى كتابها "اليهود البولندى" الصادر عام 1906 فى الصفحات 119-118:"تهدف الصهيونية السياسية الى تحويل الصهاينة الى اشتراكيين قبل هجرتهم الى فلسطين وذلك لتسهيل اامة الحكومة الاشتراكية...وفى ذات الوقت يحاولون قلب الحكومات الاوروبية التى لا تعمل وفق مبادئهم . ويحتوى برنامجهم الملئ بالافكار الاشتراكية على تنظيم الاضرابات واعمال الارهاب وعلى اخطاء المنظمين الذين كانوا من الشباب"
وتسيطر القوى الخفية وراء الثورة العالمية على الصهيونية السياسية ايضا . ولكن الغالبية العظمى من اليهود العاملين للصهيونية يجهلون تماما انهم انما يستعملون احجارا فى لعبة الشطرنج العالمية.
---المرة القادمة ان شاء الله سنبدا فى الحرب العالمية الاولى---