أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
خلال خطاب التخرج التقليدي بأكاديمية ويست بوينت العسكرية الأمريكية في يونيو/حزيران 2002، قال الرئيس الأمريكي جورج بوش "ليس لدى أمريكا إمبراطورية تعمل على توسيعها ولا عالم مثالي تريد تحقيقه، إنما نريد للآخرين ما نريده لأنفسنا، ألا وهو أن يسلموا من العنف ويجنوا منافع الحرية، ويأملوا في حياة أفضل".
ولكن رغم إصرار بوش على أن بلاده ليس لديها طموحات إمبريالية، إلا أن كلمة "إمبراطورية" تنتشر بشكل متزايد في حديث الأكاديميين والخبراء حينما يتطرقون للدور الأمريكي في العالم.
وقد ثار نقاش مطول داخل بي بي سي حول عنوان تلك الحلقات، خشية أن يعكس عنوان "عصر الإمبراطورية" محاباة لفكرة معينة، وطرح السؤال نفسه: هل يمكن تعريف الولايات المتحدة بأنها "إمبراطورية" على غرار روما القديمة أو بريطانيا إبان العصر الفيكتوري؟
"ليس تماما"
وقد جاءت الإجابات لتتباين بشكل واضح، فمن ناحية كان رأي المؤرخ البريطاني الشاب نايال فيرجسون قاطعا، إذ قال "الولايات المتحدة إمبراطورية من كافة الأوجه إلا واحدا، ألا وهو أنها لا تعرف نفسها على هذا الأساس".
وهكذا فقد وصفها بأنها "إمبراطورية في حالة إنكار".
أما ستروب تالبوت، النائب السابق لوزير الخارجية إبان إدارة كلينتون، فقد وجد أن فكرة أن بلاده إمبراطورية فكرة "غريبة أو غير معقولة أو أضحوكة، ويعتمد هذا على مزاجي إزاء سماع ذلك، وعلى من يصدر منه هذا القول".
ويقول إن الولايات المتحدة في الواقع هي عكس الإمبراطورية تماما ويضيف "لا يعبأ الشعب الأمريكي بأن يقدم نفسه كقوة إمبريالية".
أما بالنسبة لآخرين مثل مايكل ماندلبوم من كلية جون هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، فإن الوضع الراهن لأمريكا فريد من نوعه، بما لا يترك المجال لمصطلح معين لوصفه.
ويقول ماندلبوم "إن مصطلح إمبراطورية لا يبدو صحيحا تماما، ولكنه يبدو أقرب صحة من أي مصطلح آخر يشيع استخدامه، ولذا فإننا نلجأ لاستخدام هذا المصطلح".
وسواء كانت الولايات المتحدة إمبراطورية أم لا، فإن ثمة شعورا متناميا حول العالم بأن قوة أمريكا التي لا تضارعها قوة أخرى تطرح مشكلة ما - وهو ما يعترف به ستروب تالبوت مبديا إحساسا بالأسف.
ويقول تالبوت "حينما يجتمع أصدقاؤنا حول العالم وراء ظهرنا فإنهم يتحدثون عن مشكلة القوة الأمريكية، وكيفية التوافق معها، والتعامل معها، بل وكيفية احتوائها".
ويضيف "ليست هذه الطريقة التي نريد أن يفكر بها الآخرون فينا".
العولمة و11 سبتمبر
من بين الكلمات الشائعة في السياسة الدولية اليوم "العولمة"، وهي بدورها ليست مصطلحا سهل التعريف، إذ تشمل انتشار رأس مالية السوق وكذلك تقنيات الاتصال الجديدة، ووالتي يبدو أنها تجعل العالم ينكمش أكثر فأكثر وتقضي على التنوع.
ولا يمكن الفصل بين العولمة والهيمنة الأمريكية، إذ يبدو أن عالم العولمة الذي انفتحت آفاقه بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ونهاية الحرب الباردة شبه مصمم للولايات المتحدة، حيث يسارع من خطى ظهور هيمنة القوة العظمى الأمريكية.
ويقول جوزيف ناي، عميد كلية كينيدي لدراسات الحكم بجامعة هارفارد إن الهيمنة الأمريكية واقع منذ سنوات.
غير أن مأساة 11 سبتمبر/أيلول جاءت لتطرح وضع أمريكا في ضوء جديد شديد الوضوح، إذ يعتقد الكثيرون أنه من أنقاض برجي مركز التجارة العالمي خرجت سياسة خارجية أكثر تأكيدا وأيديولوجية.
فقد تم غزو أفغانستان والعراق، فيما أعلن الرئيس بوش فكرا جديدا يعتمد على العمل العسكري الاستباقي.
"عسكريا واقتصاديا وثقافيا"
كيف إذا يقارن الوضع الحالي بإمبراطوريات الماضي؟ هل أمريكا هي أحدث حلقة من حلقات الإمبراطوريات التي هيمنت الواحدة تلو الأخرى على العالم، أم أن الولايات المتحدة متفردة في وضعها؟
ويصر فريد زكريا من مجلة نيوزويك الدولية على أن الهيمنة الأمريكية على العالم غير مسبوقة، فعلى الرغم من أن العالم شهد فيما مضى قوى عظمى أخرى، مثل الإمبراطورية البريطانية، إلا أن أيا من تلك القوى لم ترتفع قامتها على منافسيه كما ارتفعت قامة الولايات المتحدة.
فالإنفاق العسكري الأمريكي أضخم بما لا يقارن بأي إنفاق عسكري آخر، كما أن الهيمنة الأمريكية ليست عسكرية فحسب، بل اقتصادية أيضا، فيما ذاعت الثقافة الشعبية الأمريكية في كافة أنحاء العالم، ويقول زكريا أنه ثمة "أحادية قطبية شاملة" لم يشهدها أحد منذ سادت روما العالم.
فربما كان للرومان السبق في نشر نوع مبكر من العولمة بلغتهم وعملتهم ومواطنتهم التي سادت البلدان.
ويقول نايال فيرجسون إن الإمبراطورية البريطانية تطرح إحدى أفضل المقارنات مع الهيمنة الأمريكية.
ويقول إنه إذا نظرنا إلى المساعي الأمريكية منذ أمد طويل - والمتمثلة في توسيع الآفاق العالمية للسوق الحر وبما يقود في النهاية إلى حكومات ممثلة لشعوبها - فإن هذا يحمل شبها غريبا مع ما يصفه بمشروع الإمبريالية البريطانية إبان العصر الفيكتوري.
بحاجة لأصدقاء
غير أن هناك جانب آخر من جوانب هذا الجدل، إذ يعتقد جوزيف ناي من كلية كينيدي لدراسات الحكم إن الحديث عن الهيمنة والنفوذ الأمريكي يغطي على واقع أكثر أهمية، وهو ما يسميه بـ"المفارقة الأمريكية".
ويعني بالمفارقة الأمريكية أنه برغم القدرة العالمية الهائلة للولايات المتحدة، إلا أنها غير قادرة بمفردها على الحصول على النتائج التي تريدها.
ويقول إنه فيما يتعلق بقضايا مثل مكافحة الإرهاب الدولي، واحتواء الأمراض المعدية، والتغير المناخي للكوكب، والاستقرار المالي العالمي، فإنه لا يمكن لبلد واحد أن يعمل بمفرده.
ويقول إن الرسالة لصناع السياسة الأمريكيين بسيطة، ألا وهي "برغم أننا أقوى أمة رآها العالم لنحو ألفيتين، فإننا لا نستطيع أن نحصل على ما نريده بالعمل بمفردنا".
BBC World Service.
.
عدل سابقا من قبل القيصر الروماني في الثلاثاء 24 فبراير 2009 - 21:31 عدل 3 مرات
العريف
عقـــيد
الـبلد : العمر : 38المهنة : عريف بكل شئالمزاج : ++++التسجيل : 02/11/2008عدد المساهمات : 1419معدل النشاط : 625التقييم : 33الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: أمريكا: إمبراطورية تناطح روما؟ 
الثلاثاء 24 فبراير 2009 - 21:22
