23 مايو 1967 مطار السر
الساعه : الثامنه صباحا
مازال طياروا السرب في طائراتهم من اول ضوء في انتظار الاذن بالاقلاع والهجوم علي العدو كما خطط لهم ، حاله من الملل واللامبالاه تغلف الطيارين الجالسون مشدودون في طائراتهم منذ ثلاث ساعات كامله ، حرارة الشمس دفعت الفنيين و ميكانيكيه الطائرات الي الهرب الي تحت اجنحه الطائرات منتظرين الامر بالتحرك.
الرائد مرعي ، يجلس بجوار جهاز اللاسلكي منتظرا لاشارة الهجوم ، حاله من الصمت تلف اجواء المطار .
ومع مرور الوقت بدء الطيارين الواحد تلو الاخر في فك اربطه المقعد والتخلص من الامها طمعا في قليل من الراحه .
لم تكن عقارب الساعه قد جاوزت الثامنه والربع حتي خرج الرائد مرعي وأطلق خرطوشه حمراء ، حلقت في سماء المطار، لم يتجاوب الطيارين مع هذه الخرطوشه كما تجاوبوا معها بالامس ، فقد تسلل الي وجدان كل منهم شعور بأن الهجوم لن يتم .
تقدم الرائد من طياريه وأمر الصاوي وعمر بالبقاء في طائرات الاستعداد ، بينما يظل باقي الطيارين مستعدين ، تجنب الجميع من الحديث في أمر الهجوم ، ولم يتطرق اليه الرائد مرعي ايضا.
عاد عمر الي طائرته بينما انزوي طارق في ظل يشعل سيجارة كان في شوق لها، لم تتغير حاله الصمت والرتابه علي وجوة الجميع ، فكر طارق في ذلك .
فبماذا يفيد الغضب الان اوحتي الاعتراض ؟، فحتي قائدة يبدو مغلوب علي امرة لا حيله له ، حتي الاتصال بالقيادة ممنوع لظروف السريه ، بينما الاتصال الوحيد بالعالم الخارجي تمثل في صباح ذلك اليوم بوصول طائرة هيلكوبتر تحمل مؤنا وبعض الامدادات كذلك بعض الخطابات ، والتي نال منها عمر خطابين ونال طارق خطابا من والديه .
لم يهتم طارق بالرد علي الخطاب الملئ بالاشواق والتحيات ، فماذا يقول لهم ؟ أيقول لهم بأنه كاد ان يلقي حتفه ويقتل رفاقه بالامس عندما لم يجد المطار ؟ ايقول لهم ان حالته المعنويه منخفضه تماما ؟ ايخبرهم بأمر الجنود المرتديين للجلاليب ؟، ام بحال خيمته الرائعه ذات الاربعه عشر ثقب ؟
لذلك قرر ان عدم الرد في الوقت الحالي سيكون افضل حالا ، لكنه حسد عمر في نفس الوقت والذي تهلل لخطاب والديه وخطاب ناديه ، ففكر طارق لثانيه ما الذي يمكن ان يكتبه عمر؟ ووجد انها فكرة خصبه لتضييع وقته فبدأ في وضع تفاصيل خطاب عمر، سيقول عمر (الاحوال تمام – نحن في شوق للمعركه – كل الجنود في اشتياق للحرب – سنلقن العدو درسا في فنون الحرب وسنفرض علي اسرائيل النظام الاشتراكي الثوري بعد احتلالها بالطبع) ضحك طارق في داخله فقد كانت فكرة مجنونه عندما حاول ان يفكر بعقل عمرالثوري التحرري.
مطار فايد : الثامنه والنصف صباحا
وصلت طائره هيكوبتر الي المطار ، أستعد عدد من الطيارين لركوبها متجهين الي قاعدة ابو صوير الجويه حيث يعقد اجتماع هام ومفاجئ، فقد جاءت الاشارة بذلك منتصف الليله السابقه وتم تبليغ الطيارين بها عند وصولهم صباحا ،و تم أختيار السمري ومدحت ومحمد خميس لمرافقه العقيد تحسين في حضور هذا المؤتمر
ومن كابينه طائرته القابعه علي اول الممر شاهد احمد الطائرة الهيلكوبتر تغادر حامله قائدة ورفاقه .
وبعد ما يقل عن نصف ساعه كانت الطائرة تحط في قاعدة أبو صوير الجويه غرب الاسماعيليه، ليجد العقيد تحسين ورفاقه بأن هناك حدث جلل علي وشك الحدوث ، فالاجواء متوترة بالقاعدة ، رجال من القيادات العليا يملئون القاعدة ، لم يشاهد المليجي هذا الكم من الرتب الكبيرة لمختلف الاسلحه مجتمعه من قبل ، لمح المليجي زميل له أرتكن علي أحد السيارات يدخن سيجارة ، استأذن قائدة وسار نحو زميله الذي ما ان لمحه حتي هرول نحوة هو الاخر وأحتضن الاثنان بعضهما في حرارة ، كان زميل المليجي هو النقيب عبد المنعم مرسي ، شاب في اواسط العشرينات نحيف بصوره غريبه ووجه طفولي يصغر سنه بعشر اعوام.
عبد المنعم مرسي فور تخرجه
بادرة مدحت سائلا: (ايه يا منعم .بتعمل ايه هنا ؟؟)
رد عبد منعم مازحا) ما انت لو بتسأل كنت عرفت إنى اتنقلت هنا من شهرين (
مدحت: (وأخبارك ايه ؟؟ اتجوزت ولا لسه ؟) منعم: ) كنت هاعملها الشهر دة ، لكن ربنا ستر ولغوا الاجازات(
تعالت ضحكاتهم هما الاثنين من مداعبه عبد المنعم ، ثم تحولت ملامح المليجي للجديه متسائلا: (هوا فيه ايه ؟( يقصد حاله التوتر التي تعم ارجاء المطار، فرد عبد المنعم بأنه لا يعلم شيئا هو الاخر .
واثناء حوار الرجلين ظهر لواء بالقوات الجويه ودعا الجميع للدخول الي قاعه المؤتمر
دلف الرجال والذي كانوا جميعهم من الطيارين من مختلف المطارات والقواعد الجويه الي داخل القاعه الصغيرة، واتخذ كل منهم مقعدا له طبقا لرتبته ، انتظارا لبدء المؤتمر وطال الانتظار لساعه اعقبتها ساعه اخري سمح لهم فيها بالتدخين ، وبدون مقدمات أحس الجميع بحركه غريبه في القاعه وأوامر باطفاء السجائر ، لم تدم تلك التحركات سوي دقيقه توقع خلالها الجميع ان يكون المشير هو الشخصيه الهامه التي تلقى مثل هذا الاهتمام داخل الجيش .
قام ضابط من الشرطه العسكريه بالنداء علي الجميع بالانتباة ، وقف الجميع علي الفور وساد الصمت لحظات ، وكل الاعين تترقب باب كبار الزوار .
فجاة هرع من باب أخر عدد من المصورين الصحفيين ليأخذوا زوايا تصوير مناسبه
تعجب مدحت من هذا التصرف الاعلامي في مؤتمر من المفترض ان يكون سريا لقيادات دوله مقبله علي حرب .
فتح باب كبار الزوار ، دلف السيد حسين الشافعي نائب الرئيس ومعه انور السادات رئيس مجلس الامه ليأخذوا مقاعد لهم في الصف الاول، وقنها أيقن الجميع بأن الزائر هو الرئيس عبد الناصر بنفسه ، فعمت القاعه حاله من الحماس والهتاف بأسم عبد الناصر مصحوبه بالهتاف الرسمي لهذه الايام (هنحارب-هنحارب)، وطفا الحماس فوق اي تقاليد عسكريه ،ووقف بعض الطيارين فوق مقاعدهم لمشاهدة الزعيم ، ووسط هذا الحماس الجارف دخل الرئيس عبد الناصر وخلفه كبار قائدة القوات المسلحه ، كانت حماسه الطيارين الحاضرين الذين لا يتعدون المائه تفوق أي تصور، ووسط هذا الحماس تجمع الطيارون والضباط حول الرئيس فرحين بلقاء قائدهم وابوهم الروحي، وجلس الرئيس هو وعلي يساره المشير عامر يليه وزير الحربيه شمس بدران ببذلته المدنيه البالغه الاناقه ، ومن يمينه جلس الفريق صدقي محمود قائد القوات الجويه يليه الفريق جمال عفيفي اركان حرب القوات الجويه ويليهم الفريق عبد الحميد الدغيدي قائد القوات الجويه بالجبهه ، حشد من القيادات لم يشاهد مجتمعا من قبل بهؤلاء الطيارين الصغار ، فالتف الرجال حول رئيسهم تاركين مقاعدهم بينما افترش الاخرون الارض امامه ونظرات وعقل كل منهم ملتهب حماسه بهذا اللقاء.
غلب الهتاف فوق صوت الرئيس الذي طلب منهم الهدوء - نظرات الثقه والارتياح تعلو أعين كبار القادة - وبعد لحظات هدأ الهتاف وإن لم يخبو الحماس .
بدأت كلمه الرئيس بالسماح للطيارين بالتدخين ، مضيفا للحوار صبغه اخويه اكثر منها رسميه ، ومع كل كلمه من كلمات الرئيس كانت عيني مدحت تبرق حماسه وتزيده رغبه في القتال، وبعد كل مقطع حماسي للرئيس يتوعد فيه اسرائيل وامريكا كان التصفيق والهتاف يعود من جديد أعلي فأعلي، لكن العقيد تحسين كان يقيس بنظراته ردود افعال المشير مع كلمات الرئيس ، فرغم الجو الحماسي الجارف الا ان المشير ظهر متوترا وظهر ذلك من كم السجائر التي اشعلها في وقت وجيز.
شرح الرئيس الموقف السياسي ببساطه شديدة ، وحدد الخطوط التي لم تكن واضحه من قبل ، فأكد ان الحرب علي الابواب وستبدأ بضربه جويه أسرائيليه لمطارتنا ،وان الموقف السياسي وضغط دول العالم أجبرته (عبد الناصر) علي الا يكون البادئ بالقتال ، وشدد أن موقفنا سيكون أقوي مئات المرات لو بدأت اسرائيل الحرب لان دول العالم كلها ستكون معنا وستنصرنا عكس لو كنا نحن البادئين بالقتال ثم سكت الرئيس برهه وسط صمت الجميع حوله ، وأشعل سيجارة اخري وأشعل الموقف في العالم العربي عندما صرح بأن مصر قد قررت اغلاق خليج العقبه امام الملاحه الاسرائيليه ، لان الممر الذي تمر منه السفن الاسرائيليه يمر داخل المياه الاقليميه المصريه وأن قوات المظلات تتحرك الان للسيطرة علي مضايق تيران ، كان ذلك التصريح هو أعلان بالحرب علي أسرائيل من وجهه نظر أسرائيل، ، ورغم حساسيه القرار ومفاجأته للطيارين الصغار ، الا ان الهتافات توالت بعد هذا التصريح الخطير ، هتافات تأييد للرئيس وللحرب .
في هذه اللحظه تلاقت عيني مدحت والسمري ، فرغم انهم كانا واقفين ضمن الواقفين يهتفون بسعادة ، ورغم ملامح السعادة والثقه علي الوجوة الا ان نظرات الاثنين لبعضهما البعض حملت القلق البالغ من المستقبل القريب ، فالامور أصبحت تسير بقوه دفع شديده تجاه الحرب بعد فترة انتهي حوار الرئيس بعد ان افاض في شرح الموقف السياسي وتأكيدة علي ثقته في القوات الجويه وطياريها ،وبعد انتهاء الحوار أعلن الرئيس عن رغبته في تلقي الاسئله.
قام طيار شاب يحمل رتبه ملازم أول وسأل الرئيس عن موقف امريكا واسطولها السادس في البحر المتوسط في حاله نشوب الحرب ،فأجاب الرئيس بأن المشير عامر أحسن من يجيب عن هذا السؤال.
أعتدل المشير في جلسته وبثقه أجاب بأن مصر لا يقلقها الاسطول السادس ولا السابع ولا اساطيل الدنيا كلها ، لان عندنا اسلحه لم نعلن عنها وليس هذا وقتها المناسب للاعلان عنها ، لكنه عاد وبجديه شديدة أكد على ان أمريكا لن تستطع ان تتدخل عسكريا في المعركه القادمه لاعتبارات سياسيه هامه لذلك فموقفها العسكري سيكون مجمد في المنطقه .
ظهرت علي الطيار الشاب ملامح السعادة الغامرة من هذه الاجابه الشافيه ،بعدها توالت الاسئله والرئيس والمشير يجيبون عليها الي ان انفض الاجتماع بعد ساعتين ، ويغادر الرئيس وسط هتافات الطيارين والقادة من حوله .
وبعد لحظات من أقلاع طائرة الرئيس ، تلاقي الرجال في ظل احد المباني وقد علت ملامح القلق علي بعضهم بينما سادت السعادة علي ملامح اخرين ، فمن ناحيه أشترك العقيد تحسين والسمري ومدحت في القلق المتبادل من قرار الرئيس باغلاق خليج العقبه وتبعاته كأعلان للحرب ، بينما كاد عبد المنعم مرسي ومعه محمد خميس أن يطيرا من الفرح بما تم .
كان عبد المنعم مرسي متحمسا للغايه قائلا (سواء اعلنا الحرب ولا هما اللي أعلنوها ، دة مش مهم ، المهم اننا هنحارب ولاد الكلاب دول وناخذ بتار كل مصري وفلسطيني وعربي أستشهدوا بأيديهم)
تدخل العقيد تحسن (لا يا منعم ، تفرق جدا مين اللي يبتدي الحرب ، الريس قالها اننا هننتظر الضربه الاولي ، ودة معناة ان الطيران عليه الواجب الاساسي في صد الهجوم)
تدخل المليجي (انا مش قلقان ، لان الفريق الدغيدي راجل ممتاز ، وهيعرف يحمي مطاراتنا، دة حتي انا سمعت ان عدد المظلات اللي الدغيدي مطلعها لغايه دلوقتي بس، اكتر من اللي طلعوا السنتين اللي فاتوا ، بس انا اللي قالقني دلوقتي هيه الطيارات اللي علي الارض ، مهما كانت قوة المظلات اللي في الجو من الممكن إن تتخرق ، ساعتها هتكون الطيارات اللي علي الارض زي البط المكسح) سكت الجميع بعد جمله المليجي يفكرون في ابعاد ما قاله ، حتي قطع صوت السمري فضاء الصمت مرددا في أستحياء (اكيد فيه حل للحكايه دي).
لمح العقيد تحسين قادة القوات الجويه مجتمعين في ارض المهبط يستعدون لركوب طائرة هليكوبتر ، فهرول الرجل تجاههم ، تابع مدحت قائدة وهو يتحدث مع الفريق صدقي محمود ، وبعد ثوان عاد الرجل محني الرأس بعد ان غادر الفريق صدقي في طائرته ، وبدون اي حوار اشار الرجل الي طياريه بالاتجاة الي طائرتهم للعودة الي مطار فايد ، كان وجه الرجل متجهم جدا ، يكاد الغضب ان ينفجر من عينيه فأثر مدحت والسمري وخميس الا يقطعوا صمته احتراما لذلك .
ودع الرجال زميلهم عبد المنعم مرسي ،وشد مدحت علي يدة قائلا (اشوفك بعد الحرب) ثم ما لبث ان أحتضنه بشدة . اقلعت الطائرة الهليكوبتر حامله الرجال صامتين كصمت ابو الهول لكن عقولهم تعمل كمحركات طائرتهم بسرعه الصوت ، ومن النافذة الصغيرة ، شاهد مدحت قاعدة ابو صوير الجويه بممراتها ومبانيها وهي تبتعد شيئا فشيئا.
مساء نفس اليوم . مطار السر
كان هذا المساء ،مساءا غير عاديا بالنسبه للرجال في المطار ، فقد حدث ما قضي علي حاله الممل المسيطرة عليهم ،فقبل المغرب بقليل ، وصل للمطار قافله من الامدادات قادمه من العريش بناء علي طلب الرائد مرعي ، كان أهم ما في هذه القافله هما عربتان للمياة النقيه ، كانت أهم للرجال والطيارين من عربات الوقود وعربات الذخيره ، وأهم من جهاز اللاسلكي الجديد ،بل أهم من قطع غيار الطائرات ، وملابس الطيران الجديدة . فتجمع الرجال طبقا للرتب خلف هذه السيارة ليستحموا وينعموا بالمياة المنسابه فوق رؤسهم من خرطوم مثبت في أعلي العربه، كان ذلك حدثا ظل الرجال يتحدثون عنه ساعات بعدة في سعادة .
فقد كانت كميات المياة الموجودة بالمطار قليله جدا وكانت بالكاد تكفي للشرب لمدة يوم اخر .
في هذا المساء تجمع الطيارون بجوار احد الخيام ، كل منهم في عالمه الخاص فمحمود يتحدث مع زملاء له ، والرائد مرعي شارد مع دخان سيجارته وعمر يقرأ خطاب ناديه للمرة الالف تقريبا ، اما طارق فقد مدد جسدة علي الرمال ناظرا للسماء المنقوشه بملايين النجوم الساطعه.
جاء الجندى المسئول عن اللاسلكي ، وسلم الرائد مرعي ورقه صغيرة قرأها الرجل علي ضوء مصباح صغير (تلغي حاله الاستعداد للهجوم لتنفيذ الخطه فجر وتستمر حاله الاستعداد القصوي – أنتظر تعليمات جديدة)
عمت حاله من الاحباط والتذمر أرجاء المطار عقب هذه الاشاره ، فقد كان أمر الهجوم دافعا لهم ورافعا لمعنوياتهم ، بعد هذه الاشارة بدأ الطيارون يتكلمون ، وأظهر كل منهم شكه المستتر في نيه الهجوم من البدايه ، وجاءت هذه الاشارة بتأكيد شكوك كل منهم
مرت الايام سريعا علي جنود مصر في الجبهه في تناقض واضح ، فالقوات البريه تتحرك بطول الجبهه وعرضها ، تتخذ تارة اوضاع دفاعيه وتارة اخري اوضاع هجوميه ، كان التخبط واضحا في التخطيط، ووصل الامر الي القوات الجويه ، فتارة تلغي العمليات الهجوميه ، وتارة أخري تصدر تعليمات بالاستعداد للهجوم بخطه تسمي فهد واحد ، وعليه فقد الطيارون حماسهم وفقدوا جاهزيتهم للمعركه بالتبعيه.
في مطار فايد ، صدرت التعليمات من القيادة بتقليص ساعات التدريب للحفاظ علي جاهزيه الطائرات للمعركه ، وتسرب الممل للرجال ، وجاهد العقيد تحسين للمحافظه علي معنويات الرجال عاليه.
اما في مطار السر فقد صدرت اليهم نفس التعليمات ، وبالتالي فقد أستسلم طياروا السرب للركون للراحه، وكتابه الخطابات واليوميات وفي الثالث من يونيو ، صدر امر من قيادة القوات الجويه بوقف جميع المظلات الجويه وتوفير الطائرات وأستجهن الطيارون هذا الامر الذي سيترك سمائهم مفتوحه ويتركهم علي الارض فريسه سهله لكن وعلي مسئوليته قام الفريق الدغيدي بالتحايل علي هذا الامر، واصدر أمرا بزيادة طلعات التدريب وتسليحها، وبذلك تكون نوع من انواع المظلات لقواعدنا الجويه كنوع من انواع التحايل علي القرار الخاطئ.
في ذلك اليوم وقع حادث طريف ، فقد وصل لمطار السر ضابط برتبه لواء علي متن طائرة هيلكوبتر ، وطلب جمع الرجال حوله ، وبالفعل تجمع جميع الرجال متوقعين بيانا هاما ، لكن الرجل تكلم معهم عن ثقه المشير فيهم وشد من ازرهم بكلمات محفوظه ثم القي بسؤال علي الجنود (هتحاربوا ؟ (نظرالطيارين والضباط لبعضهم للحظه بأندهاش بينما هتف الجنود والفنيين بالهتاف التقليدي (هنحارب- هنحارب) فتبسم الضابط وأمر بصرف مائه وخمسين جنيها للترفيه علي الضباط والجنود ، ثم ركب طائرته وغادر المطار
كان لهذا الحادث وقع اليم علي الطيارين والضباط وعلي عمر خاصه ،الذي تساءل في تهكم
(هوا كان فاكر اننا مش هنحارب ، امال احنا هنا بنهبب ايه ؟)
اما طارق فقد شارك زملائه السخريه من المبلغ الذي سيصرف للترفيه ، فأين يمكن لهم ان يصرفوا هذا المبلغ في هذه الصحراء الجرداء؟!