محمد علام كتب:

اسمحوا لي ان ادخل تلك المناقشة فهي من نوعية المناقشات التي تعجبني حقيقة .

الاخ الكريم tahk تعرف مدي اعجابي الشديد بثقافتك العالية واسلوبك في الحوار البناء والراقي ولكن اسمح لي هنا ان اختلف معك ، ان كل الافكار والمبادئ التي دعي لينين وستالين من بعده لاتخدم حتي العمال والفلاحين الذين ترفع رايتهم وتحارب باسمهم ، فحال العمال والفلاحين في الدول الاشتراكية ليس في عهد ستالين فقط ولكن طول فترة الشيوعية والاشتراكية القح كان اسوأ من حالهم في السعودية والخليج ، وأسوا بكثير من حالهم في بلاد مثل امريكا والمانيا الغربية وقتها قبل ان تتوحد ، وكان العامل في تلك البلاد يحلم باليوم الذي يحصل فيه علي فيزا ليهرب من الاشتراكية وينجو بنفسه ، وبأهله الي بلد من البلاد الرجعية التي يهاجمونها في منشوراتهم ، ولم تتوقف محاولات كسر الطوق لدول كاملة لتخرج عن الاتحاد السوفيتي ولكنها كانت تكسر بالمدفع والدبابات من العائلة تي والكلاشنكوف دائما .

مشكلة الفكر الشيوعي والاشتراكي انه اقحم نفسه في مسائل تنظيمية هي من اختصاص الخالق عز وجل ، ولاسلطة لاي فكر بل لاي اجماع امام حكم الهي ، وحكمة هذا انه لاوزن لاجماع عد من العميان امام مبصر واحد ، وليس أبصر من الله بعباده ، فالحكم الاسلامي الحق والذي نحلم به في بلادنا كعرب جميعا هو حكم ديمقراطي ولكنه ديموقراطية ملتزمة ، لقد رأي العالم بأكمله وسجل التاريخ اخي الفاضل هذه الفكرة الشيوعية والاشتراكية تتأكل وتولد وتموت .. بينما الاسلام العجيب المعجز في نمو وتفاعل وانتشار بخاصيات ذاتية فيه ، ودونما جهد من دعاة يفتدونه بأرواحهم كما هو الحال في الكثير من مبشري المسيحية مثلا .

ورأي العالم بأكمله وسجل التاريخ الفكرة الاسلامية تنمو وتعبر البحر لتلقطها عقول اجنبية مثل بوكاي وجارودي وتعتنقها وتنشرها تطوعا واختيارا ونري دوامة الفكر الاسلامي تتسع وتتسع برغم تخلف المسلمين وجهلهم وفقرهم وتدهورهم الاخلاقي والايماني ، الاخ العزيز هل لك ان تأتيني بأقرب الارقام للدقة لاعداد ضحايا الفكر الشيوعي والماركسي والاشتراكي منذ بدء حتي يومنا هذا ، ونقارنه مع عدد القتلي في مجموع الغزوات الاسلامية وهم اقل من قتلي بيروت في سنة واحدة من الحرب الاهلية التي اندلعت في العقد قبل الاخير من القرن الماضي ، ونقارن مقارنة ثانية بين انتشار هذه الافكار وانتشار الفكرة الاسلامية الصحيحة الحقة وليست المتطرفة التي شوهها اعداء الاسلام خوفا من هذا الانتشار السريع .

لقد اثبت الفكر الماركسي فشله حتي انه انتهي في الاتحاد الروسي اليوم الذي اصبح اقتصاده رأسمالي ، انتهت الماركسية والشيوعية وتعرت وظهرت سوءاتها ، وجوهرة التاج في هذا الفكر وهي ملكية الدولة لوسائل الانتاج او مايعرف بأسم " القطاع العام " والتأميم نري عوراته في الشارع المصري وفي كل اتوبيس وفي كل مؤسسة وفي كل مصنع مغلق لعدم وجود قطع الغيار ، بعدما كان لمصر مصانع تنتج منتجات عالية الجودة ، جعلت الجنية المصري اقوي من الدولار الامريكي ، وحفظت لمصر مخزونا من الذهب ، ضيعته الاشتراكية والماركسية وخلقت فوقه جهازا اداريا عقيم يتميز بالبيروقراطية الشديدة وتكدس اعداد الموظفين دون فائدة .

الاخ العزيز ان الجنة التي وعدت بها الماركسية وبشر بها الرفاق وتغني بها لينين وستالين .. ان السعداء الذين طبقوا الشيوعية واقاموا ديكتاتورية البروليتاريا ، وخلعوا الملكيات وأمموا الصناعات وأسلموا مقاليدهم للحزب ، سوف ينعمون بالوفرة والرخاء ، وسوف يتدفق بين أيديهم الانتاج فيأخذ كل واحد حسب حاجته ، ويعمل كل واحد حسب طاقته ، وتجري أنهار الخمر والعسل وتمتلئ بحيرات الحليب وترتفع جبال الزبد ، ويشبع الجائع وينعم المحتاج ، ولكن ماجري امامنا علي خريطة التاريخ كان العكس تماما ، وطيلة الكدح الشيوعي في الاتحاد السوفيتي لم يهنأ الروس ، وبعد خمسين عاما قرأنا عن كارثة القمح وتدهور المحاصيل في المزارع التعاونية وحاجة روسيا للقمح الامريكي ، وفي بولندا اعلن الخراب الاقتصادي عن نفسه وارتفعت لافتات الاضراب ومدت الحكومة ايديها تطلب المعونة من الغرب ، وفي المانيا الشرقية قبل الوحدة يحاول هونيكر أن يقفز علي سور برلين الي المانيا الغربية طمعا في معونة تخفف عنه خناق الازمة الاقتصادية .

وفي فرنسا يلقي ميتران الشيوعي القديم بردائه الماركسي ويتخلي عن قناعاته القديمة .. ويخرج وزراءه الشيوعيين الاربعة ويأتي بالمليونير البورجوازي فابيوس علي رأس وزراته ويقود سفينة الحكم الي بحر اليمين ، وفي الصين يحاكمون ابطال الثورة الثقافية ويلقون بهم الي السجون ويعلن النظام عهدا جديدا من الانفتاح وفي انجلترا تحطم مسز تاتشر جميع الاطر الاشتراكية وتقود السياسة الي يمين متطرف وتواجه اضرابات عمال الفحم بصلابة لاتلين .

لقد أنهزم الفكر اليساري في جميع معاقله وخلع الرفاق شاراتهم الحمراء ، وسمعنا عن زعماء شيوعيين مثل جارودي خلعوا الملة الشيوعية كلها ونبذوها ، وقبل جارودي مفكرون كبار امثال ريتشارد رايت ، ستيفن سبندر ، لويس فيشر ، اجنازيو سيلوني ، أندريه جيد ، أرثر كسلر ، كلهم كانوا ماركسيين ثم نبذوا الماركسية وانقلبوا ضدها بل سمعنا اصواتا من الصين ذاته تهاجم ماركس والماركسية ، وهكذا رأينا غروب الفكر الماركسي ورأينا افول المذهب الذي زعم أنه سوف يغير التاريخ فغيره التاريخ ، ولم تعد له أرجل يمشي عليها ولاقدرة ذاتية ينتشر بها ، فلم يتبق له وسيلة انتشار سوي القوة العسكرية السافرة .

ولا انسي ان اشير ايضا الي نقطة اخري مهمة وهي انه حينما كان الفكر الماركسي في شبابه وكامل عافيته وفتوته ، كان لايخفي حقيقته وكان يجاهر بالالحاد ويتفاخر به ويدعو اليه ، علي أنه تقدمية وثورة علي الخرافة والافيون ،وكان لينين يجاهر بأن الله فكرة وهمية ابتدعتها البورجوازية المستغلة ، لخداع العمال البسطاء وتخديرهم بالاحلام الكاذبة عن الاخرة والجنة وانهار اللبن وانهار العسل ، وفي الأربعينيات من القرن الفائت كان دعاة الشيوعية الملحدون ينظر اليهم علي أنهم طليعة مستنيرة وأبطال وشهداء وصفوة واعية فاهمة ، وكانت بداية المعركة بين الدين والفكر الماركسي تجري لحساب الماركسية .

ولكن الامور اختلفت بعد ذلك وتغيرت الموازين حينما قامت الحرب واكتسحت القوات النازية روسيا ، ورأي ستالين الفلاح الروسي يرفض ان يحارب ويستشهد تحت رأيه ، وتوالت الهزائم علي الجيش السوفيتي وتراجع حتي أصبح ظهره الي الحائط ، وحينذاك لم يجد ستالين بدا من أن يعيد فتح الكنائس التي خربها ويعيد فتح المساجد ، وصدرت الاوامر لجميع الخلايا الشيوعية بأن تكف عن الجدل في مسألة الدين وتكتفي بأن تجيب من يسأل عن الله ومكانه في الماركسية ، بأن هذه قضية غير مطروحة ، وكانت تلك هي الجملة المتفق عليها للهروب من المأزق .

ثم عاد ستالين فتراجع الي الوراء أكثر وبدأ يسعي الي المصالحة مع الجبهة الدينية ، فأرسل وفدا من الحجاج الي الكعبة ثم استمر التراجع بعد موت ستالين وصدرت الاوامر لجميع الخلايا بشطب جميع العبارات المعادية للدين من المنشورات وانكار ماجاء علي لسان ستالين ولينين وماركس وانجلز من افكار الحادية ، وأصبح الماركسيون أكثرهم خجلا وحياء من شيوعيتهم فغيروا اسمها الي الاشتراكية والتمسوا بين رجال الدين من يكتب لهم عن اشتراكية محمد واشتراكية المسيح ، وبعد انكسار المد الاشتراكي خلعوا كلمة الاشتراكية واكتفوا بكلمة يسار ، يسار اسلامي ويسار مسيحي ، وهي أكذوبة لان الاسلام هو الوسط لايعرف الا سبيلا واحدا فلايوجد علي يمين الحق ولايساره الا الباطل ، وان القول ان ابو بكر كان يمينيا وأن عمر بن الخطاب كان يساريا مثل القول ان ابا بكر كان زملكاويا وأن عمر كان اهلويا .

تحياتي اليك .

أنت علم يا علام      

ولا أستطيع أن أضيف أكثر مما كتبته أنت .

ولكن أرجوا من الأخ الكريم TAHK أن يتفهم ما نقصده أنا والمشرف محمد علام !!!

فما الذي يعجبك في شخص ستالين ؟؟؟

ألم يخسر ستالين الحرب ضد ألمانيا وبحيث طاردت الجحافل الألمانية الجيش الروسي الى عقر داره رغم أن تعداد الجيش السوفياتي أضعاف أضعاف الجيش الألماني ؟

لم لا تتكلم عن حصار ستالين غراد ؟

ألا تعلم أين تقع ستاين غراد؟

وما هي المعركة التي تواجه فيها الجيش السوفياتي للجيش الألماني وحطمه ؟

كم من القادة السوفيات قد تم إعدامهم دون أي سبب من قبل ستالين ؟

الجيش الألماني كسر بسبب إتساع الجبهة وطول خطوط الإمداد وإتباع السوفيات لسياق الأرض المحروقه !!!

ومن بعد إنسحاب الجيش الألماني قام الجيش الاحمر بملاحقة الجيش الألماني الى برلين (ملاحقه فقط وليس مواجهة ).

ثم ألم يكتب خروتشوف في مذكراته هذه العبارة المشهوره:

( صحيح أن الجيش الروسي عبارة عن عملاق عظيم . ولكن قدماه من طين) !!!

والمقصود هنا هو عجز الروس عن إطعام ذلك العملاق العظيم عند المعركة وكذلك عدم الصرف بالشكل الذي يلائم توفير المستلزمات الضرورية من رعاية صحية أو تجهيزات حماية أو تدفئه!!!

أي أن سياسة الحزب الشيوعي والمتمثلة بنفس القيادات : ستالين/ خروتشوف / أندروبوف/ بريجينيف/ غورباتشوف هي نفس السياسة !!!

والمطلوب من الجيش والشعب هو العطاء ثم العطاء ومن ثم العطاء ومن دون أي أخذ !!!

فخسارة الجيش الأحمر في حربه ضد فنلندا الصغيرة جدا عام ١٩٤٠ كان بسبب الجوع!!!

هل تعلم أن طعام الجيش الأحمر في تلك المعركة وفي فترة حكم ستالين كان الشاي والخبز الأسمر يوميا فقط ولا أي شيء آخر ؟؟؟

وهل تعلم كم كان عدد الضباط والجنود الذين إنتحروا بسبب الجوع وفي درجة حرارة تصل الى ٣٠تحت الصفر ؟؟؟

وهل تعلم بأمر عملية الإحاطة التي قامت بها قوة من الجيش الاحمر ومن خلف الخطوط الفنلندية وعندما كان وقت توزيع طعام العشاء والذي كان شوربة باللحم للجيش الفنلندي ترك الجنود الروس سلاحهم وهجموا كالمجانين على الطعام ولم يمتثلوا لامر ضباطهم والى درجة قتلهم الواحد تلو الآخر لكي يتركوا الطعام وينجزوا عملية الإحاطة التي كانت ناجحة لولا ذلك الطعام ؟؟؟

هذا هو ستالين وهذه هي عقليته وقيادته !!!

هل لو كان ستالين ناجحا وفريدا في حكمه لكان الحال وصل بالشعب الروسي بأن ينتحر المواطن المعدم والذي لا يجد قوته أو قوت عائلته وليأسه التام من تحسن الوضع في ظل الحكم الشيوعي المستبد وعلى أن يشتري ذلك المواطن البائس بآخر ما يملكه من مال يسير زجاجة شراب ومن ثم ليغني الأغنية الروسية المعتادة لديهم ( موسكو عند المساء ) ولينتحر سكرانا في الثلج ؟؟؟

فهل تنكر أخي كم من هؤلاء البؤساء كان يتم إيجادهم يوميا عند الصباح وهم منتحرين بهذا الشكل المأساوي ؟؟؟

ومن هو ذلك الديكتاتور وعلى مستوى العالم أجمع والذي قتل وأعدم وسجن وعذب  وصادر وتآمر وحارب ومن ثم تم تخليده ؟؟؟

الأخ غزلان يرى في محمد علي باشا ديكتاتورا ناجحا !!!

وحسب ما درسناه في التأريخ المعاصر فأن محمد علي لم يكن ديكتاتورا !!!

لقد تم تنصيب محمد علي من قبل الدولة العثمانية كوالي على مصر سنة ١٨٠٥م .

وكانت مدة الولاية آنذاك لسنتين فقط .

إلا أن محمد علي كان قد أقام علاقات وطيدة وقوية جدا مع أعيان البلد وعلماء الدين ومشايخ الذكر وباقي الشخصيات والوجهاء في كافة مدن ونواحي مصر.

وهم من بايعوه على على عرش مصر وعاضدوه على قتال المماليك ومن ثم القضاء عليهم ومن ثم النهوض بمصر على وعلى كافة الأصعدة !!!

ومحمد علي لم يقم بأية عمليات إبادة جماعية أو إقصاء أو سجن لخيار الشعب المصري ولم يهدر أموال الشعب ولم يسرقها !!!

فما دخل محمد علي بالديكتاتوريه ؟؟؟

وفي تلك الفترة لم يكن هنالك أي نظام ديمقراطي وكان الحكم وراثيا في جميع أنحاء الأرض !!!


تقييم متواضع للأخ المشرف محمد علام ولك مني كل التقدير والإعجاب ومع خالص الشكر والتقدير .