- اقتباس :
- ماذا لو منح العراق جزئا من ميناء البصرة و جعله قاعدة للبحرية الروسية و قتها؟
هنا ارجوا ان تسمح لي بدقيقية , بما ان الوضع اصبح في التقديرات الاستراتيجية .
هناك شخصيات عربية اكن لها كل الاحترام , منها الراحل العربي صدام حسين , و هذا لا يختلف ابدا مع ما سوف اقوله بالاسفل .
الشهيد صدام حسين لم يؤمن في يوم من الايام بالاستراتيجية , امن بقوة السلاح فقط
الراحل لم يؤمن بالقوة الناعمة , بل امن و امل على جنازير الدبابات
الراحل لم يؤمن ابدا بالدبلوماسية , بل امن على قوة نيران الراجمات و المدفعية
ارجوا ان لا يعتبر ردي هذا على انه مقارنة او انتقاص من قدر العراق و العراقيين
لكن الراحل دمر لغة الدبلوماسية , لديك في العالم العربي دبلوماسيين مؤثرين , و ذوي نفوذ مثلا السعودية , سوريا , الجزائر , مصر , حققوا امورا و عقدوا تحالفات استراتيجة كبيرة .
انت ضربت مثالا مهما جدا في علم الاستراتيجية , العراق نحن نعتبرها من ضمن بلدان ما يعرف بعواصم القرار العربي , و هي بغداد القاهرة و دمشق .
بغداد كانت يمكن ان تكون السيدة , لولا الفشل الاستراتيجي في عقد العلاقات مع الاقطاب العالمية , و في علم الاستراتيجية شراء السلاح فقط لا يجعل منك حليفا لي .
الحلف الاستراتيجي هو ان تعجل علاقتك بحليفك علاقة اشبه بعلاقة في علم البيلوجيا , علاقة بعض البكتيريا للاجسام و الكائنات الحية , هي تستفيد و لا تستطيع ان تعيش بدونك و انت لا يمكنك ان تعيش بدونها , علاقة المنفعة المتبادلة , بحيث يكون الانفصال هو شبه انتاحار للطرفين .
القواعد العسكرية لا تبني الاحلاف , و الا كانت منعت دخول الفيتكونغ لفيتنام الجنوبية , و شراء السلاح و اولاء المطلق لم يمنع الانقلاب العسكري في فنزويلا او خسارة الشاه لحكمه في ايران .
الاحلاف الاستراتيجية التي تجعل من روسيا العظمى تقف لتساعد دولة مثل سوريا , هي بالتاكيد ليست اموال سوريا , او مشترياتها الهزيلة من السلاح الروسي , او بعض براميل نفط لا تحتاجها روسيا , و هي ليست بطبيعة الحال مرفا طرطوس الذي لا يسمن ولا يغني من جوع , العلاقة هي علاقة كيفية حماية الداخل الروسي من الافكار الراديكالية , العلاقة هي كيفية حماية الامن الروسي الداخلي من التضعضع , هي علاقة منفعة متبادلة , و الاهم هو انها من الاساس علاقة ناجحة بين حليف قوي , و اخر ذكي ادار ازمة و اعطى اوراق صعود لحليفه , الذي عرف كيف يستغل الامر جيدا بعد ان كان مسجوننا في ظلمات الحقبة البائدة .
النجاح الروسي في ازمة سوريا هو لا يعود الى الروس و حسب , بل الى اطارف الحلف كاملا , و كيف ان حلفا مع روسيا استطاع جلب الصين و الهند و جنوب افريقيا و البرازيل و ايران و اميركا الجنوبية و دولا افريقية و غيرهم ليقفوا بجانب هذا البلد , و هذا النظام الذي عرف كيف يعيد اوراقا قوية , مدوه اقتصاديا و سياسيا و اعلاميا و عسكريا , و كل جوانب و اسباب المقومات , و هو عرف كيف يدير هذه الازمة باوراقه و قدراته السابقة , مع العلم انه لن يقدر ان يرد هذا الامر , و هم لن ينتظروا شيئا , لكن مكسبهم هو ان رهائنهم سوف يفوز .
للاسف الشديد العرب لا يعرفون كيف يديرون الازمات لسبب في نظري هو مهم جدا , انهم لم يعيشوا في مجتمع هم فيه اقلية , ليتعلموا كيف يكونوا برجوازيين برغماتيين , يعرفون كيف يكونوا علاقة استراتيجية مع الشيطان للظفر بمصالهم .
لا يمكنك ان تكون معلننا للشيوعية او الاشتراكية , و انت بعيد كل البعد عنها , و تنتظر ايضا دعما من الغرب الراسمالي لك ايضا !!!!!
ازمة العراق ليست ازمة قواعد , العراق لم يصنع حليفا بكل ثقله الذي مضا , و لم يربط مصيره بمصير احد , بل جعل اوجاعه لنفسه , هو وحده .
و افضل مثال على كيفية النجاح الدبلوماسي , الذي يردي الى علاقات اسراتيجية مع الحلفاء , انظروا الى دولة انا ابغضها شخصيا , لكن ارفع القبعة لعسكريها , و دبلوماسيها
الكيان الصهيوني
دولة تعلم مؤسسوها امرا واحدا مهما , اعقد حلفلك من الجان اذا اقتضى الامر مصلحتي , و مصلحة من احميهم .
القوة السياسية و الضغط الدبلوماسي , اقوى من الف قاذفة B-2 , و اعتى من كل الصواريخ , و تاثيره هو القوة الحقيقية التي تكون بدون خسارة على من يملك اوراق الضغط المناسبة , التي يصرفها في الوقت المناسب .
دائما ما اسال نفسي سؤالا , ماذا يحدث ان لم يشن هتلر حربه على اوربا , ماذا لو جعل امبراطور اليابان حربه دون اميركا , و ماذا ان لم يشن صدام حروبه على جيرانه , و اكتفوا جميعا بلغة الضغط السياسي الدبلوماسي .
خذوا امثلة اقليمية , خذوا تركيا و ايران كامثلة , دول توسعية من ارفع طراز , بنوا احلاف و مجموعات ضغط داخل البلدان العربية بدون تحريك جندي واحد منهم .
و ما زال البعض يؤمن بقوة المدفع .
تحياتي .