- جادن كتب:
- اصلا الحياة في المدن الجنوبية مشلولة بشكل كامل الصواريخ لاتقاس بمعدل الخسائر البشري او المادي الذي تحدثه انظر لما تحدثه في نفوس الاسرائيليين وهذا هو المعيار الحقيقي ومعايير وتوقيتات اطلاق الصواريخ تكون لها إجراءات محددة وليس عشوائي وفي الغالب عملية اطلاق الصواريخ تكون في الليل بسبب ضعف امكانية سلاح الجو في رصدها في هذا الوقت
حروب غزة اسرائيل المتتالية مع غزة اثبتت انها في صالح المقاومة الفلسطنية انظر ما كانت عليه المقاومة الفلسطينية قبل عشر سنوات هي تتطور بالتدريج وتمر بعدة مراحل من الدفاع الى الدفاع النشط الى الحرب الهجومية بقوات اكبر والصواريخ تتطور بشكل تدريجي من حيث المدى والقدرة التدميرية والدقة حرب الأنفاق شئ جديد على اسرائيل وبالمناسبة حرب الانفاق هي من طردت الجيش الامريكي من فيتنام بالرغم من استخدام الجيش الامريكي لقوة تدميرية كبيرة للتخلص منها بل احتل الأراضي التي تحفر الانفاق تحتها وهي حاوالي اربعة قرى كانت تحيط بعاصمة فيتنام الجنوبية سايجون وحاول الجيش الامريكي التخلص منها دون جدوى فهي متشعبة ولها اكثر من مخرج وكل نفق يتصل مع عدة انفاق اخرى وطبيعة مخارجها وطرقها تختلف من نفق الى اخر
وعميقة بعمق 12-15 م تحت الارض بل يمتد بعضها ليصل تحت مقرات الجيش الامريكي والجيش الجنوبي واستخدامتها كانت تتطور حتى اصبحت ملجئ للمواطنين الهاربين من القصف وتحت كل قرية قرية سرية حتى اتاحت للثوار الفيتناميين الإلتحام في القتال مع الجنود الامريكيين داخل قواعدهم وحاول الجيش الامريكي استخدام قوة خاصة لقتال الفيتناميين داخل هذه الانفاق دون جدوى حتى كانت السبب الرئيس في تحرير فيتنام الجنوبية بعد انسحاب الامريكان من عاصمتها سايجون وهذا مشابه لما يحدث في غزة وهي قابلة للتطور وممكن ان تستفيد المقاومة منها في حصار قوات إسرائيلية وتنفيذ هجمات اكبر وعلى العكس كلما اعتمدت المقاومة على نفسها واستغلت كافة الامكانيات المتاحة لها من استغلال لطبيعة الارض بناء (الانفاق )واستفادة من تجارب الحروب السابقة تطوير السلاح يتيح لها فهم العدو بشكل اكبر والتعرف اكثر على نقاط ضعفه
هذا من الناحية الاستراتيجية والملخص ان المقاومة تتطور وتستفيد من اطالة امد الحرب في تطوير قدراتها وإحداث تصدع داخل الجبهة الداخلية فالمقاومة ليس بمقدورها ان تهزم اسرائيل وتجبرها على الخضوع لشروطها في وقت قصير ودائما حروب العصابات او الاستنزاف تكون نتائجها على المدى البعيد وهي تكون في صالح الطرف الاضعف الجماعات الغير منظمة فقدراتها تتطور من كثرة الاحتكاك بالعدو وتزيد من استنزاف العدو والاكثار من نقاط ضعفه مما يؤثر معنويا عليه وعامل المباداة دائما بيدها
فى حالتنا الواقعة بين قطاع غزة و اسرائيل فالنزيف الحقيقى هو من نصيب القطاع
و حماس للأسف بين البينين زى ما بيقولوا فى اللهجة المصرية
فهى من ناحية هى ينطبق عليها " تعريف السلطة " لها مكتب سياسى يملك ارض و يملك سلطة و يملك مكاتب و مؤسسات و يعتبر ممثل سياسى لقطاع غزة و اعضاء معروفين و قيادات معلنة
و صراعات السلطة و التحكم فى الارض تتطلب------> الندية
و هو غير محقق الا فى الجيوش
و من ناحية اخرى تنظيمها العسكرى و تسليحها اشبه بجماعة غير منظمة
و الجماعات غير المنظمة زى ما بالكتاب ما بيقول فهى توجه قواها الى تفريغ مناطق العدو من السلطة و
لكنها لا تستطيع ان تملك ارض او مقرات او قواعد معلنة او لوجستيات معلنة او قيادات و افراد معلنة و معروفة الاماكن او اماكن مؤيدين و نفوذ معروفة
و الا سيكون رد العدو التقليدى قاتل و مؤثر
و هذا غير متحقق فى القطاع
و على هذا فأننا نجد ان اقل ضربة من المقاومة كضرب الصواريخ او قصف عشوائى حتى لو كانت غير مؤثرة فى الارواح يعقبها رد اسرائيلى مزلزل و مستنزف لقدرات المقاومة
لأنك بتستنزف مواردك القليلة كجماعة غير نظامية فى اعمال حفاظ على الارض و اللى هى تحتاج ندية لا تتوافر الا عند الجيوش
بينما اذا انت وجهت مواردك و جماعتك كجماعة غير نظامية دون التقيد بسلطة او امساك ارض هتستطيع بكفاءة افراغ اراضى جديدة من سلطة العدو
فمينفعش القطاع يظل فى حالة الجمع بين حالة حرب العصابات الغير متكافئة و حالة السلطة لأنها مستنزفه له على الامد الطويل
فحل القطاع و المقاومة يجب ان يكون جذرى و ليس تكتيكى
بأن تترك السلطة للمكاتب السياسية للمقاومين و عمل المكاتب السياسية على تقليل مستوى الصراع مع اسرائيل طبقا لأمكاناتها الواقعية دون عواطف جارفة او مغامرات
و اعادة هيكلة للمكاتب العسكرية و فصلها عن المكاتب السياسية حتى لا تتحمل السلطة تبعات افعال اعمال الحرب اللا نظامية و حروب العصابات فلا تستطيع اسرائيل او بمعنى اصح لا تدرى اسرائيل على من يجب ان ترد عسكريا
من الاخر كده بدون لف او دوران هو انصهار بوتقة المكاتب العسكرية فى منظمة تحرير عسكرية جديدة و انفصالها عن المكاتب السياسية ظاهريا
و ما تقوم به المقاومة من ضغوطات حربية فى حروب العصابات
تحصده السياسة بالدبلوماسيات
و لا تستطيع اسرائيل الرد بأعمال عدوان ضد السلطة السياسية لأنها ظاهريا مهادنة للعدو
و للأسف ما اقوله هو من باب هرطقة اخر الليل لأن الخلافات السياسية و التوجهات المختلفة للحركات"اخوانية و سلفية و قومية ليبرالية" بجانب الانقسام تحول بين ذلك
الفرق بين النموذجين نموذج غزة الحالى و نموذج حرب العصابات الغير متكافئة
نموذج غزة الحالى:
مثلا تم ضرب اسرائيل ب 10 صواريخ من قطاع غزة و اعلنت حماس مسئوليتها و لم تتسبب العملية بقتل احد من الاسرائيليين
يكون الرد الاسرائيلى ضرب مواقع الاطلاق بجانب مواقع القادة و منازلهم و مقار البنى التحتية و الانفاق
نموذج تنظيم عصابى مجهول:
تم ضرب اسرائيل ب10 صواريخ من اماكن متفرقة من اماكن اسرائيلية بالانفاق و لم تعلن اى جهة مسئوليتها و لم تتسبب العملية بضرب اخد من الاسرائيليين
يكون الرد الاسرائيلى بضرب مواقع الاطلاق فقط و انتهى الامر
مثال اخر
فى حالة السلطة قامت باغتيال مسئول اسرائيلى كبير و اعلنت مسئوليتها فيكون الرد مزلزل كما المثال السابق
فى حالة حرب العصابات المفصولة عن المكاتب السياسية يقتصر الرد الاسرائيلى على الاستخبارات عن من اغتال المسئول؟ و انتهى الامر