لن يجدي الاسف ولا الحسرة يا اخوة علي دبابات دفعنا ثمنها ثم تركناها فريسة لبني صهيون دون قتال ، دعونا نستكمل معا ما حدث :في نفس اليوم التاسع من يونية وفي حوالي الثانية عشر والنصف ، قام تشكيل من اربعة طائرات ميج-23 سورية بقصف مقر القيادة الاسرائيلية في الجبهة ، وكان السوريين قد نجحوا في تحديد مكانه عبر تعقب الاتصالات الاسلاكية الاسرائيلية ، وفي نفس الوقت تم توجية ضربة مركزة ضده من قبل المدفعية السورية ، وبدأت المدرعات في حماية ظهر الفرقة الاولي التي كان يستهدف الاسرائيليين الوصول الي مؤخرتها .
مرت ساعتين ، قرر الاسرائيليين حسم الامر وايقاف السوريين عند حدهم ، قامت القوات الجوية الاسرائيلية ببدأ عملية ضد قوات الدفاع الجوي السوري ليضمنوا مساندة سهلة مؤثرة لقواتهم البرية، في صباح 9 يونية 1982 ، حلقت الطائرات الاسرائيلية في سماء لبنان مقسمة 3 اقسام حسب ارتفاع التحليق وكانت اعلي الطائرات تحليقا هي طائرات الحرب الالكترونية E-2C ، وكانت المهمة الاساسية هي تدمير الرادرات السورية فوق "جبل الباروك " التي كانت تغطي مساحات واسعة من اماكن القتال .
وفي تمام الساعة العاشرة تلقي الطياريين في الجو امرا بالهجوم ، ولكن تأجل حتي الساعة الثانية مساء ، وقسم " ديفيد ايفري " قائد القوات الجوية الاسرائيلية وقتها هجومه علي موجتين ، وتشكلت الموجة الاولي من 96 مقاتلة من نوعي " اف-15 " و " اف-16 " وقامت الموجة الثانية بالهجوم في الساعة 3.50 دقيقة ، حيث اعاد حساباته بحيث عندما تكون طائراته قد انطلقت تكون المقاتلات السورية في طريقها للعودة الي فواعدها .
وحملت المقاتلات الاسرائيلية بودات الكترونية للتغلب علي الرادارات السورية في المواجهة القادمة لتتوقف منظومات " سام-2 وسام-3 وسام-6 " عن العمل ، وشارك في الهجوم طائرات الفانتوم المحمله بقنابل AGM-45 و AGM-78 ، واطلق السوريين 100 مقاتلة لوقف الهجوم ، وكان في انتظارهم طائرات الاواكس الاسرائيلية التي شوشت علي اجهزتها وعطلت اجهزة الاتصال في الجو ، وتركت المقاتلات السورية تتلقي فقط صواريخ BVR الاسرائيلية ، ومع حلول المساء سقطت 30 مقاتلة سورية دون اي خسارة اسرائيلية ، وتم تدمير ، مايقارب هذا العدد من بطاريات الدفاع الجوي السوري .
احدي بطاريات سام-6 السورية خلال المعارك .وبعد ماحدث ارسل حافظ الاسد وزير دفاعه مصطفي طلاس الي موسكو لطلب وسائل دفاع جوي سوفيتية ولكن السوفييت رفضوا ولكنهم ارسلوا لهم الكثير من المعدات الاخري ، ولكن الروس كانوا قد اصيبوا بحالة من الهلع بعد المعركة حيث ارسلوا كبار جنرالاتهم الي سوريا لمعرفة ماحدث لبطاريات السام خوفا من ان يكرر حلف الناتو ذلك في اوروبا الشرقية ، وفي عام 1991 التقي قائد القوات الجوية الاسرائيلية بجنرال تشيكي قال له : " مافعلته عام 1982 جعل الروس يدركون ان الناتو قد تفوق عليهم تكنولوجيا " .
كانت العملية في قمة النجاح وحصد فيها الصهاينة اكثر مما كانوا يبتغون ، ومع نجاحهم في تحييد الدفاع الجوي السوري ، بدأ علي الارض قائد جديد هجمة جديدة ، انه الجنرال " افيجدور بن غال " ، بدأ الجنرال افيجدور في هجمة شنها علي 3 محاور " استهدف فيها بقايا الفرقة المدرعة العاشرة في الجيش السوري ، والتقدم الي الامام لمواجهة الفرقة المدرعة الثالثة " في وادي البقاع .
افيجدور بن جال . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاليوم الثالث : 10 يونية :مع صباح العاشر من يونية بدأ الجنرال أنن وقواته في الهجوم معززين بطائرات ومروحيات سلاح الجو لغربان اليهود ، ونجح بالفعل في اختراق مواقع اللواء 51 المدرع من الجيش السوري في عين دارا بعد ان دمر اعداد من دبابات التي-62 ، في المقابل كان السوريين قد دعموا قواتهم اثناء القتال بمروحيات الجازيل وبعض القاذفات التي حققت هي الاخري عددا من الاصابات في صفوف الاسرائيليين وظلوا في موقفهم التدعيمي لقواتهم البرية من السابعة والربع حتي الثامنة والنصف صبيحة هذا اليوم ، وكان السوريين قد دفعوا باعداد كبيرة من مروحيات الجازيل للبحث عن الدبابات الاسرائيلية وتدميرها لان السوريين لم يكونوا يعرفون بدقة مواقع القوات الاسرائيلية ، اطقم طياريين وملاحين الجازيل اندفعوا في بحث عميق فوق وادي البقاع ، في بعض الحالات كانوا ينجحون ويدمروا اعداد من الدروع الاسرائيلية وفي حالات اخري كانوا يواجهون المدفع ذاتي الحركة M-163 Vulcan المتقدم مع الدروع الاسرائيلية ، مما جعل مهمتهم اكثر خطورة ، وفي واقعة بطولية لطيار سوري اصيبت مروحيته الجازيل اربع اصابات مباشرة وثقيلة علي بدنها واندلعت الادخنة منها بل ان الطيار اصيب وبدأ ينزف ولكنه استمر في التحليق حتي عاد الي مطار " ال المزة " وهبط بسلام ، تم اسعاف الطيار فورا وانقذت حياته بعملية جراحية طارئة .
كانت هجمة الجازيل الاولي يومها في حوالي التاسعة والنصف ، حيث تم الابلاغ عن تدمير عددا من الدروع الاسرائيلية ، في نفس الوقت الذي كانت فيه عددا من مروحيات قوات الجنرال فاردي ، وبعد مرور ساعتين هاجمت مروحيات جازيل اخري رتل دروع اسرائيلي كان يتحرك صوب عين زحلتا ، واخيرا نجح السوريين في ايقاف الجنرال انن قبل بعضة كيلومترات فقط من هدفه هذا احد التفسيرين لما حدث من توقف مفاجئ للجنرال انن ، لان هناك من يقول ان ماحدث كان انه وببساطة تلقي تعليمات جديدة لايقاف الهجوم من هذا الاتجاة والاتجاة نحو الشرق .
في هذه الاثناء كانت القوات الاسرائيلية بقيادة بن جال تتحرك علي محور اخر وعلي الرغم من التضاريس الصعبة للغاية وسوء حالة الطرق ، فأنه ومع حلول الظهر كانت عناصر المقدمة في طريقها الي الشمال ، وفي الثالثة والنصف جاءت الجازيل لتضربها في وقت كانت القوات فيه تتكدس في زحمة مرورية شمال عين شبعا ، الطياريين السوريين تعلموا الدرس واطلقوا صواريخهم من خارج مدي المدافع الاسرائيلية فولكان ودمروا وفقا للمصادر السورية في هذا الهجوم سبعة مركبات بين دبابات الام-60 ومدرعات ام-113 ، وعلي الرغم من هذا الموقف الصعب كرر بن جال الاستمرار في التقدم ورتب قواته لاستئناف المسير ولكن ليلا .
وعلي يمينه كانت قوات اللواء 91 دبابات في الجيش السوري قد اخلت مواقعها ، مما اتاح الفرصة لقوة اسرائيلية اخري ان تتقدم وتحتل ينطا وهي بالقرب من الحدود السورية مباشرة ، ولكن تم ايقاف تقدمها ومواجهتها باللواء 21 ميكانيكي في الجيش السوري " النسق الثاني من الفرقة المدرعة الاولي التي كانت لاتزال في طريقها قادمه من دمشق " وحدث اشتباك كبير في وادي البقاع بخلاف معارك جوية عنيفة كانت تدور فوق الرؤؤس ، ومع الظهر وجة السوريين صفعة قاسية للصهاينة حيث قتلوا نائب رئيس اركان الجيش الاسرائيلي Yekotai Adam في هجمة لقاذفات السو-22 ، ووفقا للمصادر الاسرائيلية فأن ادم لقي حتفه علي يد فتي فلسطيني باستخدام صاروخ rpg-7 .
في اعقاب هذه الحادثة مباشرة ظهرت قاتلة الدروع الاسرائيلية الجازيل من جديد ودمرت مرة اخري اعداد من دبابات الام-60 ومدرعات ام-113 كانت تسير في رتل من عين عطا الي راشيا بحذا الحدود السورية - اللبنانية وعلي بعد كيلومترات فقط منها ، كانت ظروف مثالية للدفع بعدد كبير من مروحيات الجازيل ، وفي هذه الهجمة فقط بلغ عن تدمير 12 دبابة ام-60 بالاضافة الي اعداد من مدرعات الام-113 وعددا من المركبات الاخري .
بوضوح ، فحتي يومنا هذا فأن الاسرائيليين ينكرون هذه الضربات السورية ، كما ان كل مصادرها تنكر حتي وقوع معارك دبابات كبري في المنطقة الواقعة الي الجنوب والجنوب الشرقي من بحيرة قارون ، ووفقا لتقارير وزارة الدفاع الاسرائيلية التي ارسلت الي البنتاجون ، فأن قواتها في سائر انحاء لبنان لم تعاني يومها سوي من اصابة 4 جنود - كذب يستحيل تصديقه - ، ولنا في تصريح طيار الاف-16 الاسرائيلي الذي سجل الاسقاط الوحيد ضد السو-22 في الحرب في 11 يونية 1982 تكذيب اسرائيلي للتقارير الاسرائيلية فقال عما حدث في ينطا : " من بين الاربعة قتل التي سجلتها ضد الطائرات السورية ، فأن اسقاطي للسو-22 جعلني اكثر رضا لاني كنت قد شاهدت النتائج المروعة التي حققتها السوخوي علي الارض ضد قواتنا في اليوم السابق " ، يقصد العاشر من يونية .
وبعد كل هذا لم يتوقف القتال بل ان اقوي جولات القتال لم تبدا حتي الان ، وحتي نعرف بقية الاحداث ، سنكون في انتظار تعليقاتكم والمناقشة حول الجزء الجديد .....