تفاصيل الانهيار.. الصفقات تطيح بمسلحي سوريا قبل الكمائن
وكالة أوقات الشام الإخبارية
تتراكم الأسئلة في رؤوس مسلحي المعارضة السورية، وتنفجر بقوة أشد من انفجار العبوات والصواريخ التي تستهدفهم كيفما تحركوا وفي أي منطقة وجبهة ومحور، أسئلة لا يجد هؤلاء لها جواباً من متزعميهم، ولا من القيادات السياسية المتنعمة بهدوء «الفنادق» الذي لا يخرق زجاجه ولا يصل إلى رواقه صوت انفجار «العبوات» ولا «صراخ» ضحاياها.
د . ثائر الفارس @THAERSORY Apr 6»
هذا الذي حصل في #حمص و مقتل عدد كبير من الإخوة و الثوار في جورة الشياح لا شك أن وراءه اختراق ما فالحذر الحذر، اللهم ارحم الشهداء و تقبلهم».
تغريدة الناشط في المعارضة السورية، ثائر الفارس، ليست الوحيدة وإن كانت الأقل حدة بين مثيلاتها، خصوصاً في التعليقات عليها، التي جاوزت حد تخوين القيادات دون استثناء.
لكن تعليقات الناشطين والمقاتلين كما التنسيقيات على اختلاف ولاءاتها كانت أشد وأقسى، واتهمت دولاً وأجهزة ببيع المعارضين، كما حصل بعد «كمين المطاحن» الشهير، حيث قام بعض المسلحين بإعلان العصيان ونظموا المسيرات المنددة بما أسموه تخاذل قادة «قادمون»، الذين لم يحرروا سوى «غرفتين وتواليت» بدل فك الحصار عن حمص، واستبدل المسلحون خلال تظاهراتهم شعار «قادمون» بشعار «كاذبون».
«الثورة» بيعت
يؤكد ناشط «عتيق»، كان من أوائل المهاجرين من حمص باتجاه لبنان، أن الوقائع تؤكد مسؤولية عدة أطراف عما يحصل من كمائن واغتيالات وهجمات يقوم بها جيش النظام، ومنها وأهمها، أن الانهيار الكبير الذي شهدته جبهات المعارضة في معظم المحافظات كان دافعاً لقيام بعض قيادات «الجيش الحر» للتواصل مع الجيش عبر وسطاء محليين، حافظوا على صلات جيدة مع الطرفين، لعقد صفقات، تتضمن «تسليفات مسبقة» وتكون مقدمة لتسوية اوضاعهم لاحقاً.
الناشط الأربعيني، المقيم بشكل شبه يومي على طاولات المقاهي في شارع الحمرا، بدأ يفقد الرغبة كما يقول بفتح جهازه الشخصي لمتابعة وقائع «الثورة»، فأخبار سوريا هذه الأيام بالنسبة له «سيئة جدا»، وهو بات أكثر قلقاً من أي وقت على مصير رفاقه في الداخل «لقد باعونا، كلهم، حتى بعض الدول التي كانت من أشد الداعمين باتت تتجاهلنا وتتجنبنا، ويضيف مؤكداً «أخبرني رفاق من الداخل أن حجم ونوعية المعلومات التي يحتاجها النظام للقيام بالعمليات الأمنية لا يمكن أن تكون وصلته إلا من خلال «جهاز أمني» تابع لدولة مطلعة إلى حد كبير على كافة تفاصيل عملهم، ولها نفوذ واسع بداخل مجموعات المقاتلين»، فـ«عواينية النظام» (كما يسمي المعارضون المتعاونون مع الجيش) كما يؤكد «المهاجر الحمصي» لا قدرة لديهم على الحصول على معلومات من النوع الذي يحدد مكان وأهداف اجتماع مهم كالذي تم استهدافه في جورة الشياح، كما لا يمكن للطائرات ان تعلم بمواعيد تحرك قوافل المقاتلين بسهولة.
سور «العتيبة» العظيم
من جهته يؤكد مصدر ميداني لـ«سلاب نيوز» أن المعلومات المتوفرة للأجهزة الأمنية والعسكرية السورية وحلفائها، ضخمة جداً، وهي باتت تتدفق بشكل غير مسبوق إلى درجة بات عمل «جهاز التدقيق والمتابعة»، يحتاج الى أضعاف عدد أفراده، ولتحديثات كبيرة على صعيد التجهيزات والتقنيات المستخدمة، والتي يؤكد أنها على مستوى عال من التطور، وباتت تسمح لنا بسماع ورصد وتسجيل أحداث تدور في مقرات تحت الأرض، ومتابعة تحركات عشرات الآليات في نفس الوقت، براً وجواَ.
لا يجيب المصدر الميداني عن سؤالنا حول هوية «المزودين»، الذي يصفهم بالمتطوعين، سواء كانوا أفراداً أو أجهزة، فصائل أو دول، ولكنه يؤكد أن زيارات الوفود الأمنية الى سوريا أصبحت شبه يومية، وهي تأتي محملة بالملفات والوثائق والتسجيلات، التي نحتاج بعد كل زيارة الى تخصيص ساعات طويلة من العمل على فرزها وتوزيعها على «المعنيين».
ومن أقرب الأمثلة على كمية ونوعية المعلومات التي تصلهم كما كرر أكثر من مرة خلال حديثه، كان «كمين العتيبة» الأخير، الذي تم خلاله القضاء على خطة عسكرية خطيرة جداً، لا تشبه بتفاصيلها الكثير مما نُشر، ولم يحن الوقت لنشره بعد.
لكن القائد الميداني الذي خبر جغرافية الغوطة الشرقية ككف يده، وأصبح ضليعاً بعدد الشجيرات المحيطة بمجاري وأنفاق الصرف الصحي، ويملك وحده مفاتيح العبور فوق «عبارات» عدرا والعتيبة وميدعة وأخواتها، يشدد في ختام حديثه على أن «سور العتيبة» العظيم، أصبح عقدة المسلحين وداعميهم على حد سواء، بعدما أدركوا أنه لا يمكنهم تجاوزه دون أن يكونوا عرضة لمفاجآت «حراس السور»، وعلى الرغم من ذلك يصر قادتهم على إرسالهم إلينا ليكتب لهم الموت بأيدينا، فيما يتنعم قادتهم بمحميات «عسكرية» يتجنبون إشعال جبهاتها كي لا يتعرضوا وحاشيتهم لأي خطر، مع علمهم بأننا قادمون إليهم .. لا محالة.
حصان طروادة
أكثر العمليات إيلاماً للمجموعات المسلحة في حمص بعد «كمين المطاحن»، كان «كمين جورة الشياح»، هذا الكمين الذي تم تنفيذه في عقر دار المسلحين المحاصرين، وكان من الجرأة والإقدام بحيث قام منفذوه بدخول أخطر الشوارع التي يسيطر عليها المسلحون، وتثبيت قاعدة صواريخ موجهة، بإسناد ناري من مجموعة خلفية، ومجموعة استطلاع ورصد، أعطت الإشارة التي تؤكد «التئام الجمع» حول «الهدف» المفخخ بكمية ضخمة من المتفجرات، لتتحول خلال دقائق «مصفحة الموت» التي أراد المسلحون تفجير نقطة عسكرية للجيش السوري بواسطتها، إلى «حصان طروادة» صنعوده بأيديهم، وانفجر بهم بعد تلقيه «صاروخاً موجهاً»، أُتبع بصاروخ يحمل رأساً تفجيرياً ضخماً، محولاً المكان الى كتلة دمار ودخان، وموجة هجوم المسلحين إلى دفعة جديدة من «الموت السهل»، مفشلاً عملية عسكرية كان تعد لها مجموعات المعارضة لإختراق حصار الجيش السوري لمناطقهم.
النسر المحلق
أما في حلب، وبالرغم من أن العمليات النوعية المتتالية التي نفذها الجيش السوري وقواته الخاصة برياً، من شرق المدينة الى وسطها، كان لها الأثر الكبير في القضاء على أعداد ضخمة من المسلحين وقياداتهم، إلا أنه يبقى لأسراب «النسور المحلقة» الدور الأبرز في اصطياد أرتال وآليات المسلحين فور تحركها من معاقلها، لتتحول طرقات ومداخل حلب وريفها الى متحف لأكوام من الحديد المحروق الذي أمعنت فيه صواريخ «نسور الجو» نحتاً وحرقاً، من محيط المدينة الصناعية إلى الليرمون وصالاتها، ومحيط السجن المركزي وصولاً الى حربتان وحندرات وحتى إعزاز.
وأدخلت خلال الأيام القليلة الماضية أسراب «النسور المحلقة» منحوتات إضافية إلى معرض «حلب للآليات» وسجلت الوقائع الميدانية عمليات الإستهداف التالية:
3 آليات في كفر صغير
5 آليات في المدينة الصناعية - الشيخ نجار
3 آليات في عفرين
3 آليات في الليرمون
3 آليات في حندرات
آليتين في دوار الجندول
4 آليات في خان طومان
طبعاً لا تقوم طائرات سلاح الجو السوري بطلعات متواصلة للبحث «بصرياً» عن آليات المسلحين واستهدافها، فالطائرات تقلع فور تلقي القيادة تقارير وأوامر مهمة من الجهات المعنية، تحدد بالتفاصيل الدقيقة، نوع الرتل المستهدف، نقطة انطلاقه ووجهته وحتى خريطة الطرق التي سيسلكها، كما تردد مؤخراً أن العديد من الغارات التي شنت، كانت دقيقة الى حد بات من المؤكد قيام «متعاونين» مع الجيش السوري بزرع شرائح الكترونية للتتبع والملاحقة في آليات المسلحين، تسمح للطائرات كما للصواريخ الموجهة من قواعد أرضية، باستهداف تلك الأرتال فور تحركها، وعند بلوغها مناطق مفتوحة لضمان متابعة النتائج من جهة، وملاحقة الناجين منهم، وتجنب ايقاع ضحايا بين المدنيين في حال تم الاستهداف لأسباب طارئة داخل مناطق مأهولة.
http://shamtimes.net/news-details.php?id=917