هؤلاء الملفقة لا يرعوون عن التلفيق والكذب والتدليس .. كلمة من الشرق وأخرى من الغرب!
يلعبون على وتر جهل الأمة في مجموعها -إلا من رحم الله- بدينها وتراثها وتاريخها وهويتها وثقافتها
هرمنا من القول: يا هؤلاء، من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب!
علم التاريخ فرع عن علم مصطلح الحديث النبوي، والروايات التاريخية تخضع مثلها مثل الروايات الحديثية لعلم مصطلح الحديث وعلم الجرح والتعديل، وعلم علل الرواية .. فأين هؤلاء من هذه العلوم؟! ألا إنهم إنما يخبطون خبط العشواء!
لقد أفنى علماء هذه الأمة من المُحدِّثين أعمارهم وتقوّست ظهورهم وعميت عيونهم؛ من أجل تثبيت دعائم علم الحديث رواية ودراية، حتى يقول جولدتسيهر أحد أشرس أعداء الإسلام في وصف هذا العلم بعدما كَلَّ في البحث هو ومن على شاكلته لإيجاد ثغرة فيه: "فليفخر المسلمون ما شاءوا بعلم حديثهم!"
ثم يأتي اليوم من لا يعرف كوعه من بُوعِه من كُرسُوعه ليُنظِّر لنا ما عندنا من الزّيف بزعمه!
إن من الثوابت العقلية عند كل من له مُسْكة من عقل، أنه لا يتكلم في علم ما أو يُنَظِّر فيه إلا من بلغ فيه الذُّروة والغاية!
وأما الشَّادون الهُواة، وأما أذناب المستشرقين، وأما السَّلولية أحفاد ابن سلول، فهؤلاء كالذباب لا وزن لهم ولا قيمة، بل هم أحط وأقل من أن يرد عليهم، وإنما يجابون ببيت الشعر الذي يقول:
نجا بك لؤمك منجى الذباب ~ حمته مقاذيره أن يُنالا !
وإن من أمثال هذا المأفون الهالك اليوم كثير، ممن شطح بهم ما يدعونه العقل -بزعمهم- ، ولا والله ما كان العقل الصريح ليناقض أبدا النقل الصحيح
إن الدين ليأتي بما تَحَارُ فيه العقول، وليس بما تُحِيله العقول وتحكم باستحالته!
وفرق شاسع وبَوْنٌ بعيد بين حيرة العقل في شيء، والحكم على هذا الشيء باستحالته .. فرق ما بين الثَّرى والثُّريّا، فرق ما بين الجنة والنار!
ومن العجيب أن هؤلاء وأسلافهم يأتون بما يضحك الثّكلى من تُرُّهاتهم وقراءتهم العجيبة لنصوص التراث .. ومن تلك العجائب ما أتى به (الباحث
في علم الحديث) والحاصل على درجة التخصص (الماجستير) في علم الحديث من جامعة كامبريدج على ما أذكر .. إسلام البحيري
ذلك الذي صدع أدمغتنا بسفاهاته وحماقاته وترهاته .. ذلك الباحث النحرير المتخصص في علم الحديث لا يستطيع قراءة اسم كتاب في علم الرجال هو أشهر من أن يخطىء فيه طالب في الفرقة الثالثة بكلية أصول الدين شعبة الحديث وعلومه! هذا الكتاب هو: أُسْدُ الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير ..
قرأها المسكين بجهله: ( أَسَدُ الغابة) فإذا كان مثل هذا الباحث النحرير يخطىء في قراءة عنوان الكتاب ولا يعرف له قراءة صحيحة، فما الظن بخطئه في محتواه الذي يتكلم فيه صاحبه بلسان القرن السادس الهجري وليس بلسان عصرنا الحالي المنكوب بأهله؟!
عجيبة والله من العجائب!
وأعجب من ذلك .. ذلك الهِرُّ المتنفخ الذي طلع علينا باكتشاف العصر!
لقد اكتشف الباحث النحرير في الشئون الحديثية والسنة النبوية أن الإمام البخاري ليس هو صاحب كتاب الجامع الصحيح المعروف بـ (صحيح البخاري)!
فلما سُئل عن ذلك قال لأن البخاري اسمه محمد بن إسماعيل البخاري .. والذي ألف الكتاب اسمه جمعه محمد بن إسماعيل البخاري ، فهو ابن البخاري وليس البخاري ذاته! جُمْعَة محمد إسماعيل البخاري!
لا يدري الفرق بين التاء المربوطة والهاء! فلم يستطع أن يقرأ عبارة جَمَعَهُ محمد بن إسماعيل البخاري، فقرأها جُمْعَةُ محمد بن إسماعيل البخاري، وفهم منها أن ابن البخاري المدعو بزعمه (جُمْعَة) هو الذي ألف الكتاب!
ما هذا العبث العابث؟!
والذي رفع السماء بلا عمد، إن هذا المأفون، وذلك الهالك المدعو يوسف زيدان وكل من على شاكلتهما لا يستطيعون قراءة اسم جد البخاري إذا لم تكن مشكولة!
أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن (بردزبه) وقيل: (بذدزبه) الجعفي البخاري، فليتهجوها إن كانوا يستطيعون!
أهذا الطريق، طريق العلم، كل من سلكه يكون فيه واصلا؟!
أمثال هؤلاء ممن لا يستطيعون قراءة عنوان كتاب من كتب التراث، ويحتاجون خلال ذلك إلى جهاز فك الشفرة، هل يمكن أن يؤتمنوا على تاريخ وهُوِيّة وثقافة أمة، لم تسبقها أو تلحق بها أمة أخرى قط في مثل ذلك التاريخ، وهذه الهوية، وتلك الثقافة؟!
ليس العجب من هؤلاء الأذناب أذناب المستشرقين، الذين ارتضوا لأنفسهم دور الدُّمَى والعرائس التي تحرك بالخيوط من وراء ستار!
وإنما العجب كل العجب ممن يستمع لهؤلاء ويحسب أنهم على شيء .. ألا إنهم هم الكاذبون!
وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " ... وينطق فيكم الرويبضة! قيل: وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: الرجل التافه -وفي رواية: السفيه- يتكلم في أمر العامة"