والحمار أيضا (مفكر!)
==============
مشرفنا العزيز الدكتور قتيبة mi-17
إن من أهم المصطلحات التي دخلت إلى حياتنا الثقافية المعاصرة وتحتاج بالتأكيد إلى مراجعة عميقة هو مصطلح (مفكر!)
ماذا يعني هذا المصطلح، وإلام يشير؟ بل وإلام يهدف في المنتهى؟!
هذا المصطلح يذكرني بإعلاميي النخبة الذين ظهروا لنا أيام فوضى يناير 2011 وما بعدها، ليسوقوا الشعب من مَعِداته، ويغروه بتطلعاته
حتى كانوا سببا من أسباب وصول التيارات التكفيرية إلى سدة الحكم، وكادوا أن يسقطوا الدولة المصرية ويلقوا بشعبها في أتون الفتن اللامتناهية، ولعلكم لم تنسوا بعد مؤتمر عاصري الليمون!
لقد لفِظ الشعب المصري الأبي هذه النخبة، وساعده الجيش المصري الباسل الأمين على استرجاع الدولة المصرية، وعاهد شعبه على الوقوف بصدور ضباطه وجنوده حصنا منيعا في وجه التكفيريين ومن يهدفون إلى تقويض دعائم أمن الوطن؛ فلما علم مخططو الخارج أن دور النخب الإعلامية والسياسية و(الثقافية) قد أفل نجمه إلى غير عودة، استعملوا في لعبتهم ورقة أخرى من أوراقهم التي لم تحرق بعد، وهذه المرة تحت مسمى مختلف، مفكر إسلامي! باحث إسلامي! فيلسوف (باذنجاني!) قل ما شئت، فهي ليست في النهاية سوى مجرد علكة يمضغها الخونة في أفواههم ثم يبصقونها في وجه الشعب ليعموا بها أبصارهم عما وراءها من الزيف والكيد والدمار!
هؤلاء إنما يريدون لأتون الفتن أن يظل مشتعلا، بل أن يزداد اشتعالا، فالدولة تحارب التكفير والفكر المتطرف، وهؤلاء إنما يلقون الوقود على نار التكفيريين بما يأتون به من تصريحات تحاول نقض دعائم المِلّة والثقافة والهُويّة .. لتستمر سلسلة التكفير بحلقاتها التي لا تنقضي!
عندما يخرح أحد هؤلاء الفجرة على شاشات التلفاز، ليقذف في وجوهنا رجيعه النتن بالطعن أولا في أئمة هذا الدين كالبخاري وابن حنبل تارة، ثم يتسفل دركة، فيطعن في أبي هريرة ومعاوية وعمرو بن العاص وبقية أصحاب رسول الله رضي الله عنهم أجمعين، ثم يتسفل دركة فيطعن في رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- ، ثم يتسفل إلى الدركة الهابطة والحمأة المنتنة فيرمي الله رب العالمين -جل في علاه وتنزه في عليائه- بالجهل!
ماذا ستكون ردة فعل التكفيريين؟!
أقول لك: سيبدءون في التواصل مع العوام المؤيدين للجيش والذين هم في ذات الوقت محبين للإسلام دينهم ومنافحين عنه بأرواحهم ليقولوا لهم: أليس هذا هو الرئيس الذي جئتم به وأقصيتم به الرئيس (الإسلامي)؟!
ثم يقولون لهم: هذا الرئيس إنما يحارب الإسلام، وليس يحارب التطرف!
أليست أجهزة الدولة كلها في يده، ألا يستطيع بهاتف واحد من أن يمنع فلانا من الخروج على الفضائيات، بل أن يمنع الفضائية نفسها التي تخرجه على الهواء من البث؟!
فسيقول العوام: بلى، يستطيع!
فيقول التكفيريون: لماذا لم يمنعهم إذن؟ لأنه إنما يريد هذا ويسعى إليه! والساعي إلى هدم الإسلام ما حكمه؟ أليس بكافر؟!
فيقول العوام: بلى، الساعي إلى هدم الإسلام كافر!
فيقولون لهم، إذن فالسيسي كافر! وما دام السيسي كافر، فالحكومة التي تعمل تحت إمرته كافرة، والجيش الذي يُمَكِّن لحكمه كافر، والشرطة التي تدافع عن نظامه كافرة، والشخص الذي يقبل بهذا الحكم كافر أيضا، لأن الراضي بالكفر كافر!
فيقع العامي المسكين في حَيْصَ بَيْصَ، ولا يدري ما يقول، أتراه يبيع دينه في مقابل عرض من الدنيا زائل؟!
فإذا أخذته حمية الجاهلية، ولم يسعفه عقله أن يذهب إلى عالم سُنّي ليستفتيه، فأبشر، فسيصبح لديك فرد تكفيري مستجد!
كل هذا بسبب من؟ ومن المتسبب في إبقاء أتّون الجماعات التكفيرية مشتعلا إلى الساعة؟!
من المسئول عن انضمام العوام المساكين إلى صفوف التكفيريين لكي يصيروا وقودا متجددا في معركة هدم هذه الدولة؟!
إنهم باختصار هؤلاء الخونة من أمثال يوسف زيدان و(فُجْران) البحيري وميزو وإبراهيم عيسى ومن على شاكلتهم من الدّمى التي تحركها أجهزة المخابرات المعادية
بالخيوط من وراء ستار كما ترى في مسرح العرائس!
أجل، هؤلاء هم السبب في كل ما يحدث!
وهم السبب أيضا في استشهاد أبطالنا من أسود القوات المسلحة والشرطة البواسل، وهم السبب في ترميل نسائهم وتيتيم أطفالهم، وحسبنا الله ونعم الوكيل!
ولا يسألَنِّي أحد: لماذا تسكت عليهم الدولة وهي تعلم أنهم السبب في كل تلك الكوارث؛ فلست أدري، ولا الغول ولا العنقاء يدريان، لماذا تعلم الدولة وتسكت!
كل ما أعرفه أن الرئيس يعلم يقينا أنه سيقف أمام ربه يوما ليسأله عن رعيته!