استمرارا لاكثر العائلات احتراما وقوة وقدرة وجبروت في السماء حتي الان ، العائلة F اعرض لكم ضيفة اليوم ، F-14 .وهي مقاتلة ثنائية المحركات ، اسرع من الصوت ، وثنائية المقاعد ، متميزه بتصميم اجنحتها الفريد من نوعة ، وهي المقاتلة التي دخلت الخدمة في البحرية الامريكية بعد الانهيار الذي حدث لمشروع انتاج المقاتلة F-111B وهي اولي مقاتلات مشروع " TEEN SERIES " وهي المقاتلات التي انتجها الامريكيين اعتمادا علي الخبرة التي اكتسبوها من المعارك الجوية ضد مقاتلات الميج الروسية الصنع في حرب فيتنام .
وحلقت الاف-14 لاول مرة في 21 ديسمبر 1970 ، وفي سبتمبر 1974 تم نشرها لاول مرة علي متن حاملة الطائرات USS ENTERPRISE لتحل محل مقاتلات الفانتوم ، واعتبرت حينها مقاتلة السيادة الجوية الاولي للبحرية الامريكية ، وكذلك لمهام الاعتراض والاستطلاع الجوي ، وفي التسعينات اضاف لها الامريكيين بود تهديف LANTIRN والذي يتيح لها استهداف الاهداف الارضية وفي الليل بالاشعة تحت الحمراء لتقوم ايضا بمهام القصف الارضي ، وخرجت من الخدمة في البحرية الامريكية بعد مشوار كفاح طويل في الثاني والعشرين من سبتمبر من عام 2006 وحل محلها المقاتلات الشهيرة F-18 سوبر هورنيت ، وبحلول عام 2009 لم تعد الاف-14 في الخدمة في اي سلاح جوي حول العالم الا في ايران ، وكانت ايران قد حصلت عليها عام 1976 عندما كانت امريكا تتمتع بعلاقات حيوية مع الايرانيين في عصر الشاة .
تاريخ قتالي رائع :في فيتنام :في عقد السبعينات بدأ عمل الاف-14 سريعا ، ففي عام 1975 اجرت اولي عملياتها القتالية في حرب فيتنام في عملية FREQUENT WIND وهي عملية واسعة اجراها الجيش الامريكي واستمرت من 17 سبتمبر 1974 الي 20 مايو 1975 ، واشترك في المعارك سربان من الاف-14 ، وكانت تقوم بمهمة حماية القاذفات الامريكية ولكن لم يحدث ان تم اعترضها بأية مقاتلات فيتنامية ، وان تم ضربها بمدافع مضادة للطائرات احيانا .
ثم اصبحت الاف-14 المقاتلة المعترضة الرسمية للقاذفات السوفيتية التي تقترب من مجموعات حاملات الطائرات الامريكية ، وكان الاعتراض الاول لها مع TU-95 فوق المحيط الاطلنطي ، وفي عام 1980 اشتركت الاف-14 في مهام محاولات تحرير الرهائن الامريكيين في ايران .
في ليبيا :ثم جاء ماحدث في ليبيا في الثمانينات حيث مدد الليبيين مياههم الاقليمية في خليج سدرا وكان ذلك يتعارض مع الوجود الامريكي الذي بدأ في صيف عام 1983 بعد اندلاع معارك الحرب " الليبية-التشادية " فوضع الامريكيين حاملة الطائرات " ايزنهاور " في خليج سدرا ، وحدثت بعض الاعتراضات الجوية بين الاف-14 والطائرات الليبية مثل الميج-23 وفي عهد رونالد ريجان زاد الامر تماما حتي وصل في صيف 1981 حيث ارسل اسطول بحري ضخم كان من ضمنه ثلاث حاملات للطائرات ، ورد الليبيين علي ذلك بتحليقهم فوق خليج سدرا لرصد النشاط الامريكي هناك ، وحدثت العديد من اللقاءات بين الطائرات ولكن لم يحدث اطلاق للنيران ، ولكن الموقف كان متوترا للغاية .
لم يستمر الوضع علي هذا المنوال كثيرا ، فبعد ايام قليلة وتحديدا في 18 اغسطس اعترضت مقاتلتين امريكتيين اف-14 مقاتلتين من سلاح الجو الليبي طراز سو-22 ، وبدأ احد الطياريين الليبيين باطلاق صاروخ "جو-جو" AA-2 ATOL علي مسافة تقدر بـ 300 متر ولكن الصاروخ لم يصب ايا من مقاتلتي الاف-14 بأي ضرر ، ثم اطلق الامريكين صواريخ AIM-9 سايدوندر ، اثناء محاولة الطياريين الليبيين الفرار ولكن الصواريخ اصابت اهدافها بالفعل وقفز الطياريين الليبيين من طائراتهم .
وبعد اقل من ساعة واثناء قيام الليبيين بعمليات البحث والانقاذ في محاولة للعثور علي الطياريين ، اقتحمت مقاتلتين ميج-25 كاملتي التسليح الخليج وحلقتا بسرعة 1.5 ماخ في اتجاة حاملات الطائرات وبدا من الواضح انهم سيستهدفون الحاملة " نيميتز " ، فأفلع علي الفور ثلاث مقاتلات اف-14 للتصدي للطائرات الليبية التي انسحبت دون قتال ، فبدأت الطائرات الامريكية في العودة الي الحاملات ، ولكن عاود الليبين الكرة قبل ان تهبط الثلاثة مقاتلات مما دفع الاف-14 للعودة لاعتراضهم ولكنهم هذه المرة عادو بالفعل الي قواعدهم وفي نفس الليلة غامر تشكيل ليبي جديد بالدخول في منطقة الحاملات الامريكية .
صورة للاف-14 علي متن الحاملة
Saratoga في المعارك .
في الصومال :في ابريل 1983 كانت مقاتلتين اف-14 تحلقان فوق ميناء " بربرة " في خليج عدن في طيران كان قد تم التنسيق له مسبقا ، وفتحت عليها الكتائب الصومالية النار حيث ظنوا خطأ انه هجوم اثيوبي ، ونتج عن ذلك اصابة احدي المقاتلتين .
في غرينادا : في نهاية عام 1983 دخلت الاف-14 معركة جديدة في غرينادا ، واشترك ضد الامريكان في هذه الحرب غرينادا وكوبا ، وكانت احدي جولات الحرب الباردة ، فدخلت الولايات المتحدة هذه الجزيرة الصغيرة بعد اعدام رئيس الوزراء هناك لاجلاء المواطنين الامريكيين ، وبعض من الاطباء بعد سيطرة الشيوعيين علي الجزيرة واسقاط الحكومة الماركسية ، وكان دور الاف-14 رائعا حيث وفرت صور استطلاع ممتازة للوضع علي الارض ، وكان من افضل الاشياء التي قامت بها انها وفرت للامريكيين صورا كشفت نية كوبا دخول غرينادا لمناصرة القوات الشيوعية هناك والتي تربطهم علاقة قوية بهم .
صور لبعض الامريكيين الذين تم اخلاؤهم .
في لبنان :
وفي نوفمبر من نفس العام ابحرت حاملة الطائرات الامريكية " الاستقلال " لتحط رحالها في البحر الابيض لمعاونة " القوات متعددة الجنسيات في لبنان " التي كانت الحرب الاهلية تستعر فيها ، وفي الخامس من ديسمبر 1983 قامت مقاتلات الاف-14 بهجوم علي قواعد الدفاع الجوي السوري التي كانت في تلال شرق بيروت وذلك ردا علي اسقاط طائرة امريكية A-7 والتي قفز منها الطيار وانقذه قارب صيد ، بينما تمت اصابة طائرة اخري من نفس الطراز ولكن الطيار عاد بها والذيل تقريبا محروق بالكامل ، كما تم اسقاط طائرة اخري طراز A-6 وقتل احد طيارييها واسر الاخر وتم تحريره بعد فترة .
وفي احدي طلعات الاف-14 اشتبكت مع ثمانية مقاتلات ميج سورية فوق لبنان ، ونجح تشكيل الاف-14 في الاطباق علي طائرات الميج والتصويب عليها ببودات التهديف ، ولكن المقاتلات السورية قامت بمناورة SPLIT S وانسحبت الي سوريا .
صورة للمناورة .
وتشير المصادر الشرقية الي ان الدفاع الجوي السوري اسقط 9 مقاتلات اف-14 و A-6 وتنفي المصادر الغربية وقوع ذلك ، وعموما فقد سجلت حالة واحدة لسقوط الاف-14 في هذه المعارك في 9 ابريل 1983 علي السواحل اللبنانية .
حادثة اكيلي لاورو :في السابع من اكتوبر لعام 1985 اختطفت السفينة الايطالية " اكيلي لاورو " وعلي متنها مائة راكب قبالة السواحل المصرية بواسطة مسلحين من " جبهة التحرير الفلسطينية " ، واخبر قائد المختطفين السلطات المصرية بالخبر عبر الراديو ، وامر قائد السفينة بالاتجاة الي ميناء " طراطوس " في سوريا ، وكان الهدف من العملية الافراج عن 50 سجين فلسطيني تحتجزهم اسرائيل .
رفضت سوريا ادخال السفينة الي مياهها الاقليمية من الاساس ، وقتل الخاطفين احد الركاب وفي اثناء عزمهم قتل الثاني وصلتهم رسالة عبر الراديو من قادة جبهة التحرير الفلسطينية تأمرهم بترك الركاب سالمين والعودة الي ميناء بورسعيد المصري ، ووفرت الحكومة المصرية الهرب لهولاء الخاطفين عبر طائرة بوينج-737 ، وكان الرد علي الطلب الامريكي بتسليمهم بأن الخاطفين غادروا مصر بالفعل .
كان ذلك فعلا ماحدث ولكن الامريكيين لم يتركوا الامر يمر مرور الكرام فقاموا بعمليات حسابية لاكتشاف في اي مكان قد تكون الطائرة الان واقلعت مقاتلات الاف-14 بصحبة طائرات E-2C للبحث عن الطائرة المصرية فوق البحر الابيض المتوسط ، وبعد اربعة اشتباهات خاطئة وجدت احدي مقاتلات الاف-14 الطائرة الصحيحة انها الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران والتي تحمل رقم 2843 وتحدث طيار طائرة E-2C مع الطيار المصري والذي فعل ماطلبه منه وهبط في قاعدة لحلف الناتو في جزيرة صقلية واخذ الخاطفين الي السجن .
يتبع .........