العائلة اف ترسل احدي ابرز ابنائها لخدمة ايران :
الاف-14 في ايران :الحقيقة انه لايوجد اي معلومات حول اي معارك خاضتها الاف-14 الايرانية في السبعينات ولايوجد لها في هذه الفترة اي نشاط ملحوظ للاف-14 الا دورها في اعتراض الطائرات السوفيتية التي كانت تخترق المجال الجوي لايران ، ففي اكتوبر من عام 1978 اعترضت مقاتلتين اف-14 ايرانية مقاتلة سوفيتية من طراز ميج-25 والتي حلقت علي ارتفاع مرتفع بسرعة عالية فوق بحر قزوين ، واجبرت المقاتلتين الايرانيتين المقاتلة السوفيتية علي العودة وتعد هذه الحادثة احد ابرز الحوادث التي جعلت السوفييت يكفون عن الطيران في الاجواء الايرانية .
حدث بعد ذلك تغير تاريخي في تاريخ ايران والمنطقة بالكامل حيث اندلعت الثورة الاسلامية ونجحت في انهاء حكم الشاة المتجذر منذ سنوات وسنين ، وغيرت الكثير في الداخل الايراني وطالت تلك التغييرات سلاح الجو الايراني حيث حدث في صفوف الطياريين ماسمته الثورة " التطهير " ووصل الامر لاعدام اعداد منهم ، اعداد اخري قادتهم اقدارهم الي غياهب السجون ، والبعض الاخر تم نفيه ، سعيد الحظ اجبر علي التقاعد مبكرا .
ومع اندلاع الحرب مع العراق اصبحت الاف-14 اهم مقاتلات الايرانيين وفي السابع من سبتمبر 1980 حققت اول قتل لها ، وعلي الرغم من ذلك فأنه لايوجد مصادر تتحدث بشكل مفصل عن الاف-14 في هذه الحرب ، المصادر الغربية تري ان الاف-14 قد انخفض تأثيرها بسبب ما اثير حول عمليات تخريب للمقاتلة من قبل الامريكيين او الايرانيين الموالين للشاة ، حيث كان معظم طياري الاف-14 وفنيينها قد تلقوا تدريباتهم في الولايات المتحدة ، ولكن مع اندلاع الحرب مع العراق افرج عن عدد من طياري وفنيين الاف-14 للاستفادة منها .
واشارت التقديرات الامريكية الي ان ايران تستطيع ان تحتفظ بالاف-14 باعداد تتراوح بين 15 : 20 مقاتلة وذلك عبر استخدام بقية مقاتلات الاف-14 كقطع غيار ، ولكن الايرانيين استطاعوا ان يحافظوا علي 25 مقاتلة حلقوا فوق طهران في 11 فبراير 1985 وعلي الرغم من حظر قطع الغيار الامريكية ، فلقد حصل الايرانيين علي اسلحة وقطع غيار اسلحة امريكية في فضيحة " ايران-كونترا " والتي اظهرت ان اسرائيل وامريكا تعاونتا علي امداد ايران بالاسلحة .
يشير موقع " جلوبال سيكيورتي " الشهير الي ان الايرانيين استخدموا الاف-14 لتقوم بدور طائرات " الاواكس " لرصد طائرات الميراج اف-1 العراقية والتي استخدمها الطياريين العراقيين بمهارة للتحليق علي ارتفاعات شديدة الانخفاض ، وبهذه الطريقة استطاع العراقيين اسقاط عدد من مقاتلات الاف-14 ، ويشير الموقع ايضا الي ان عدد طائرات الاف-14 في عام 2000 لاتزيد عن 20 مقاتلة ، واشار فيما بعد الي انه في وقتنا الحالي لاتزيد عدد الطائرات التي تستطيع الاقلاع عن سبعة مقاتلات .
كما اتضح ان الاف-14 لم تقم فقط بدور طائرات الاواكس ولكنها عند الحاجة اليها كانت تلبي ذلك وتقوم بعمليات في عمق العراق بمرافقة القاذفات الايرانية الاخري التي كانت تقوم بقصف اهداف عراقية ، وفي بعض الاحيان كانت الاف-14 تكتفي باستخدام صواريخها ذات الامدية الطويلة مثل AIM-7 . AIN-54 دون الحاجة للخروج من المجال الجوي الايراني ، وقد رصدت طائرة اواكس امريكية اسقاط مقاتلة اف-14 لقاذفة عراقية ثقيلة من طراز تي يو-22 ، وفي نفس المعركة سقطت مقاتلة اف-14 .
المصادر الغربية تشير الي انه طوال الحرب اسقطت الاف-14 الايرانية اربعة طائرات عراقية وسقط منها خمس طائرات بينما تشير المصادر الايرانية ان الاف-14 حققت بين 35 : 45 قتل وخسرت 12 مقاتلة معظمها بسبب عيوب في المحرك ، وكان الايرانيين في بداية الحرب قد استخدموا صواريخ الفيونكس بكثرة في بداية الحرب حتي نفذت فاضطروا لاستخدام صواريخ السايدوندر والسبارو .
وفي عام 2004 نشر الكاتب العسكري الامريكي الاشهر " توم كوبر " والذي اعتمد فيه بشكل رئيسي علي لقاءات مع الطياريين الايرانيين الذين حلقوا علي متن الاف-14 واحتوي هذا الكتاب علي الكثير من المعلومات التي تخالف التقارير السابقة ، خصوصا الرقم الهائل الذي قال توم كوبر ان الاف-14 حققته ، فقد ذكر انها اسقطت 1594 طائرة عراقية ، منها 4 مقاتلات عراقية في اشتباك واحد باستخدام صواريخ AIM-54 .
ويروي الكتاب انه في العام 1980 حيث اصبح شبح الحرب مع العراق قاب قوسين او ادني من ان يصبح واقعا وجد ان الاف-14 والتي كانت ايران تمتلك منها 77 مقاتلة وجدت انها في حالة لاتجعلها قادرة علي القيام باي مهام ، او ان رادراتها لاتعمل ، وهو ماجعل طياري الاف-14 يعملون كملاحين في القواعد الارضية ، وعلي الرغم من ذلك فمع مرور ايام قليلة علي اندلاع المعارك اشتركت الاف-14 في العمليات .
ويؤكد الكتاب المعلومة السابقة الذكر بأن اول قتل مؤكد حققته الاف-14 كان في السابع من سبتمبر 1980 ضد مروحية عراقية طراز مي-25 باستخدام مدفعها الرشاش عيار 20 مم طراز فولكان ، وعقب ذلك بستة ايام وبالتحديد في الثالث عشر من سبتمبر اسقط الرائد " محمد ريز " مقاتلة عراقية طراز ميج-21 باستخدام الصاروخ AIM-54 ، ويعتقد ان صاروخ واحد من نفس الطراز اسقط مقاتلتين ميج-23 عراقية كانتا تحلقان في تشكيل مغلق ، وابرز توم كوبر ان هذا النوع من الصواريخ استخدم بشكل متقطع في بداية الحرب ، بسبب النقص الواضح في الضباط المؤهلين لاستخدام الاف-14 ، واستخدمت الصواريخ بشكل اكثر تواترا مع عامي 1981 و 1982 ، ثم واجه الايرانيين صعوبة اخري وهي نقص بطاريات الصواريخ الحرارية .
وجد الايرانيين انفسهم في موقف حرج واقترح البعض ان الاف-14 يمكن ان تعمل ببعض المكونات من الطائرة السوفيتية الحديثة " ميج-31 " ، ولكن ضباط وطياري القوات الجوية الايرانية رفضوا ان يسمح للسوفييت بالاقتراب حتي من الاف-14 او ان يحصلوا ايا من المعلومات حول تكنولوجيا الاف-14 او صواريخ AIM-54 ، وانتقل الايرانيين لحل اخر فبدأو بشكل مستتر مع الامريكيين والسوق السوداء في الحصول علي مايحتاجونه من صواريخ وقطع غيار ووصلوا بالصواريخ لاعلي معدل لها اثناء الحرب ، وحاول الايرانيين ايضا استخدام صواريخ " الهوك " الخاصة بالدفاع الجوي كصواريخ " جو-جو " .
مع اقتراب نهاية الحرب اصبح كلا من الطرفين غير قادر علي شراء مقاتلات او حتي قطع غيار جديدة واصبحت المعارك الجوية عملة نادرة ، فمثلا الاف-14 في عام 1984 كانت 40 مقاتلة وفي 1986 اصبحت 25 فقط ، كان معظمها يستخدم في اعتراض هجمات الميراج اف-1 العراقية ضد مصافي وحقول النفط الايرانية ، وعندما وضعت الحرب اوزارها كان الطيار جليل زاندي هو الطيار الايراني الاكثر اسقاطا للطائرات العراقية بالاف-14 ووصل رقمه الي 9 طائرات ، وله 3 انتصارت اخري محتمله ترفع رقمه الي 12 طائرة عراقية ، انتصاراته المؤكدة كانت ضد مقاتلتين ميج-23 ، قاذفتين سو-22 ، مقاتلة ميج-21 ، 3 ميراج اف-1 .
المواصفات الفنية للاف-14 :
الطاقم : 2 " طيار وضابط رادار " .
الطول : 19.1 متر .
التباعد بين الاجنحة :
مفتوحة : 19.55 متر .
مطوية : 11.58 متر .
الارتفاع : 4.88 متر .
الوزن فارغة : 19.838 كجم .
الوزن محمله : 27.700 كجم .
اقصي وزن عند الاقلاع : 33.720 كجم .
المحركات : محركين جنرال اليكتريك F-110 .
اقصي سرعة : 2.34 ماخ = 2485 كم/س .
ارتفاع التحليق : 50 الف قدم .
معدل التسلق : 229 متر في الثانية - 45 الف قدم في الدقيقة .
التسليح :
مدفع M61 فولكان عيار 20 مم يوفر 675 طلقة .
10 نقاط لتعليق الاسلحة تحمل من اسلحة القتال الجوي صواريخ الفيونكس AIM-54 والسوبارو والسايدوندر .
وتحمل قنابل JDAM و PAVEWAY و تحمل بودات تهدبف لانتيرن وبودات انذار مبكر وامكانية حمل خزاني وقود اضافيين .
* بلغ تقدير الامريكيين للابنة البارة من عائلة F مبلغا عظيما وصل لوضعها للعرض في 19 مكانا مختلفا في الولايات المتحدة وهذه بعض الصور لها الان :
مشوار طويل حقا استمر ثلاثة عقود وعامين مع الامريكيين ولاتزال تحلق لدي الايرانيين . :
الحلقة القادمة مع العظيمة الملكة المتوجة التي لم يسقطها احد " الاف-15 " .