أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.

السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط - صفحة 6

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
الدخول
فقدت كلمة المرور
القوانين
البحث فى المنتدى


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول



 

 السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6
كاتب الموضوعرسالة
2009

مســـاعد أول
مســـاعد أول



الـبلد : السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط - صفحة 6 01210
التسجيل : 10/01/2008
عدد المساهمات : 509
معدل النشاط : 60
التقييم : 1
الدبـــابة : السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط - صفحة 6 Unknow11
الطـــائرة : السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط - صفحة 6 Unknow11
المروحية : السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط - صفحة 6 Unknow11

السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط - صفحة 6 Empty10

السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط - صفحة 6 Empty

مُساهمةموضوع: رد: السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط   السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط - صفحة 6 Icon_m10الأحد 16 مارس 2008 - 18:56

كانت حكومة كلنتون تأسس لترتيبات مدنية سياسية تتماشى مَعَ خطّ الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق أهداف دراسة فولتر. ولكن يبدو إن المسألة بدأت تأخذ أكثر جدية عام 2001م عندما وصل جورج بوش الابن لدفة الحكم وأصر على تطبيق خطته الموسومة "الحرب ذات الرؤوس الأربعة". ولهذا شهدت ساحة المعارضة العراقية نشاطا كبيراً من جانب ومجلس الأمن الدولي من جانب آخر. وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن متدربين للاضطلاع بمهام الحكم العراقي الجديد كما أسمته. ولعل حرب أفغانستان أدت جزءاً كبيراً من المهمة، ويمكن إن نستنتج إن الحرب على العراق كانت قادمة لا محالة مهما كلف الأمر من خلال التصريحات الأمريكية بشؤون العراق والأحداث التي توالت والتي يمكن إجمالها بما يلي:

1. كان دَكّ تشيني نائب الرئيس الأمريكي يصرح إننا لابُدَ من إن ننهي عملية كان من المفترض إنهاؤها قبل أكثر من عقد. ويتضح للمتتبع أنَّه لا يقصد القضاء على صدام فقط بقدر ما يريد إن يكمل مخطط السيطرة على العراق والمنطقة.

2. تصريحات دَكّ تشيني المتتالية بضرورة البقاء في العراق لمدة أربعة عقود حَتَّى يتغير التفكير العراقي في معاداته لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

3. تصريحات بأول بان الولايات المتحدة الأمريكية ستزيل صدام لتبقى هناك ولم تنسحب وتترك العراق إِلى فوضى وحرب أهلية حسب قوله.

4. عمل الولايات المتحدة الأمريكية على تجنيد أكثر من 77 ألف عسكري غير أمريكي ووعدتهم بمنحهم الجنسية الأمريكية لقاء المشاركة. وذلك لمنع مأساة فيتنام إذا طالت مدة الحرب وكي لا تكون الخسائر البشرية مؤثرة في الشارع الأمريكي.

5. العمل على ترويض المنطقة قبل شنّ الهجوم على العراق وإشعارهم بأنهم قادمين لا محالة وَلابُدَّ إن يرضخوا لهذه الحقيقة. كما عملت ترتيباتها مَعَ الدول العربية والشرق أوسطية الأُخرى على اتخاذ التدابير لعدم خروج شعوبهم للشارع والتلويح بمظاهراتهم ضدّ توجهات الولايات المتحدة الأمريكية. وبالفعل شهدت تركيا ومصر والمغرب ولبنان ودول أُخرى قمعاً للمظاهرات الرافضة للحرب.

6. التصعيد الذي صاحب لهجة بوش في تهديد استعمال القوة حَتَّى بدون قرار من مجلس الأمن إذا لم يرضخ صدام لقبول المفتشين وتدمير أسلحته. وتهديده الدول الأُخرى مُنْذُ حرب أفغانستان بأن من لم يكن معنا فهو في الخندق الذي يواجهنا. مما أدى إِلى تكالب الدول الشرق أوسطية لمنحه الولاء من جهة والطلب بعدم إعلان مساهمتهم ودعمهم إعلامياً حسب ما قال وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد للصحافة الأمريكية في السابع من آب/أُغسطس عام 2002م.

7. ضعف الدول الكبرى في مجلس الأمن للوقوف أمام توجهات الولايات المتحدة الأمريكية خوفاً من محاصرتها اقتصادياً. بالإضافة إِلى تفاوض الأخيرة معهم وإعطائهم تعهدات بضمان مصالحهم المستقبلية في العراق إذا لم يقفوا أمام توجهاتها باتخاذ حَقّ النقض "الفيتو"، ضدّ أيّ قرار يتخذ بشنّ الحرب على العراق من جانب وبالضغط على العراق بقبول المفتشين وتدمير أسلحته التقليدية من جانب آخر.

8. إعطاء برنامج العراق التسليحي أهمية أكبر من حجمه على الرغم من معرفتهم بعدم امتلاكه له. ولعل التقرير الذي ألقاه وزير الخارجية الأمريكي كولن باول وبدعم من رئيس وكالة المخابرات الأمريكية في حينها جون تينت في الثاني عشر من نوفمبر/تشرين الثاني 2002م خير دليل على تلك الأُسطورة. إذ اعترف باول في العشرين من مايو/مارس 2004م بالأكاذيب التي وردت في التقرير وإن الولايات المتحدة الأمريكية فَقَدَتْ الأمل في إيجاد أيّ سلاح تدمير شامل في العراق أَو قابليته على امتلاكه.



لم تمرّ إلا أشهر عديدة من عام 2002م حَتَّى بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تعد العدة لعقد مؤتمر شامل للمعارضة العراقية. الهدف منه كان تأكيد المحاصصة الطائفية والعرقية التي أقرتها في مؤتمري فينا وأربيل واستمرّت تروج لها من خلال إعلامها الموجه. وصاحب العمل الأمريكي قبل انعقاد المؤتمر ترويض وتدريب وارتباط شخصيات مختلفة لهذا المشروع منها دينية ومنها سياسية ومنها اجتماعية. ولعل من أبرز تلك الشخصيات التي تَمَّ تدريبها لتأخذ دوراً جديداً في العراق مجيد الخوئي. إذ كان دوره يستند إِلى أُطروحة تدويل النجف واعتبارها مدينة مقدسة لا دخل لها في سياسة العراق المستقبلية. وكان الهدف من هذا المشروع هو إفراغ الشيعة من محتواهم السياسي وارتباطهم بالواقع المذهبي في المناسبات فقط كما هو الحاصل الآن مَعَ الفاتيكان. وفي غضون 10-13 كانون الأول/ ديسمبر 2001م تَمَّ عقد المؤتمر في فندق هلتن بأُجور رود بلندن. وحرصت الولايات المتحدة الأمريكية على إدخال كُلّ التشكيلات والشخصيات السياسية في هذا المؤتمر.

وتمكنت من إن تحشد له حشداً كبيراً وغطته إعلامياً. وتمكن مبعوث الرئيس بوش زلماي خليل زاده (ذُو الأصل الأفغاني المتجنس أمريكياً) من لعب دور مخابراتي كبير لرسم صورة العراق وما سيحدث وفق مخطط جاهز. وعلى الرغم من تغيب أحزاب وشخصيات كثيرة كالحزب الإسلامي العراقي وحزب الدعوة الإسلامية والحزب الشيوعي إلا إن زلماي حرص على لقائهم سرّاً وتوضيح الأمر بضرورة الانضمام للقطار الأمريكي. وَتَمَّ الاتفاق بالموافقة ولكن دون الإعلان عن ما تَمَّ الاتفاق عليه. وحرص أَيضاً على لقاء شخصيات عراقية سياسية معارضة للمؤتمر خارج إطاره لتوضيح ضرورة الالتحاق بعجلة المؤتمر.

لَقَدْ أصر موفد الرئيس الأمريكي لحضور مؤتمر المعارضة العراقية على مقابلتنا لاستيضاح أسباب رفضنا المشاركة في المؤتمر وعدم موافقتنا لما يخطط له من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. وتمت مقابلته في أروقة فندق هلتن بعد انتهاء المؤتمر بيوم واحد وأبلغته في لقائنا، إننا لا يمكننا إن نوقف زحف الولايات المتحدة الأمريكية تجاه العراق لكوننا لسنا بدولة أَو نتمتع بقوة تمكننا من مقارعة ذلك. وعلى الرغم من إن سقوط النظام يمثل أكبر طموحاتنا ولكن على إن لا يكون الثمن هو العراق. كما أبلغناه أنَّه من المؤسف حَقّاً إن يتم تدمير بلد بأكمله وقتل شعب يتكون من ثمانية وعشرين مليوناً لإزالة شخص صدام وحفنة من المجرمين مَعَهُ، وباعتقادنا إن الولايات المتحدة الأمريكية لديها أساليب أُخرى يمكن اتّباعها لإزالته دون اللجوء للحرب. وباعتقادنا إن صدام وحكمه أضعف مما تعتقدون أنتم أَو تروجون له ولو سمحتم باستقلالية المعارضة التي توجهونها لسقط صدام مُنْذُ عقد.

وعليه فإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية مصممة على خوض الحرب فإنّ رفضنا يستند إِلى ضرورات مهمة يستوجب على الولايات المتحدة الأمريكية توضيحها، وإن تتعهد بالالتزام بها قبل بدأ حربها على العراق. لنكون على الأقل قَدْ وفينا لشعبنا العراقي بعض الشيء. كانت الأمور التي طرحناها على زلماي تتلخص بالنقاط الخمس التالية:

1. مدى مصداقية الولايات المتحدة الأمريكية بالانسحاب من العراق حال الانتهاء من العمليات الحربية وضرورة وضع جدول بذلك يتم اتفاق فصائل المعارضة والولايات المتحدة الأمريكية عليه قبل بدء العمليات.

2. ضرورة كشف الولايات المتحدة الأمريكية عن نوع السلاح الذي تنوي استخدامه في العراق وعدم تجربة أيّ نوع جديد لم يجرب من قبل. لكي لا تتلوث المنطقة بالأسلحة الفتاكة مثلما حدث في حرب عام 1991م التي أدت إِلى مأساة إنسانية وأمراض سرطانية وتشوهات ولادية نتيجة استعمال اليورانيوم المستنفذ.

3. أطلعنا على الملف الذي أعدته الولايات المتحدة الأمريكية مَعَ بعض عناصر المؤتمر الوطني العراقي الموسوم بـ: "نحو التغير الديمقراطي في العراق Toward Democracy in Iraq"، ووجدنا إن هناك نية لتحطيم مؤسسات الدولة العراقية ومعاملها الخدمية والإنتاجية ونحن بدورنا نريد ضمانات بعدم المساس بتلك المؤسسات والحفاظ عليها لأنها تمثل مصادر حية لديمومة الاقتصاد العراقي المستقبلي بالإضافة إِلى ضرورة ضمان توفر العمل للعراقيين من خلال المحافظة عليها. وسنقوم بتزويدكم بأسماء البعثيين الكبار العاملين في هذه المؤسسات لإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة إن أجرموا أَو ساهموا في فساد الدولة العراقية طيلة فترة حكم صدام حسين.

4. تقديم صدام وزمرته والذين اقترفوا جرائم بحَقّ الشعب العراقي من البعثيين إِلى المحاكمة العلنية العادلة في خلال ثلاثة أشهر من سقوط النظام. وفتح مراكز في مدن العراق لجمع المعلومات من المواطنين بالجرائم التي نفذت بحقّهم.

5. مؤتمر لندن استعمل المحاصصة الطائفية والعرقية ويبدو إن هذا التوجه سوف يؤدي إِلى عدم استقرار العراق وكتابة دستوره الدائم وإقرار القانون كسيد للمجتمع لا يعلوه أحد. وسوف تنتهي الأمور برأينا إِلى الفوضى إذا ما استمرّت تلك المحاصصة، لذا نرتأي إن تكون المحاصصة إذا كان لابُدَ منها محاصصة عرقية عربي - كردي - تركماني بدلاً من خلطها مَعَ بعضها البعض من الطائفية والعرقية. ويجب إن تكون بالاستناد إِلى الكثافة السكانية وإدخال عراقي الداخل في تلك المحاصصة بنسبة 70%. وبعد المحاصصة العرقية تتم في داخلها المحاصصة الطائفية ولو نحن ضدّ هذا التوجه بالكامل.

رفض زلماي نقاطنا الخمسة أعلاه جملة وتفصيلاً وأبلغنا إن الولايات والمتحدة الأمريكية غير ملزمة بإعطاء التزامات أَو وعود لأيّ كان وإن من لم يسير معها في هذا الركب سوف لن تكون له أية مساهمة في بناء العراق الجديد كما أسماها.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
2009

مســـاعد أول
مســـاعد أول



الـبلد : السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط - صفحة 6 01210
التسجيل : 10/01/2008
عدد المساهمات : 509
معدل النشاط : 60
التقييم : 1
الدبـــابة : السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط - صفحة 6 Unknow11
الطـــائرة : السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط - صفحة 6 Unknow11
المروحية : السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط - صفحة 6 Unknow11

السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط - صفحة 6 Empty10

السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط - صفحة 6 Empty

مُساهمةموضوع: رد: السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط   السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط - صفحة 6 Icon_m10الأحد 16 مارس 2008 - 18:57

بدأت بعد مؤتمر أَجور رود بثلاثة أشهر تدريبات أمريكية لعراقيين مدنيين وعسكريين سابقين وسياسيين محترفين وإعلاميين من شتى الطوائف. وكانت مجاميعهم تَضُمّ مُحاصَصَة طائفية أَيضاً، إيماناً من الولايات المتحدة الأمريكية في تمرير هذا المخطط للاضطلاع بمهام جبارة في حكومة الاحتلال الأمريكي للعراق. وكانت فترات التدريب تتراوح ما بين شهر إِلى ثلاثة أشهر في كُلّ من تكساس وواشنطن وبعضاً من وقتها في إسرائيل لبعض الشخصيات التي سوف تأخذ أماكن حساسة. هذه الدورات التي كانت تشمل جميع التخصصات والتيارات وانضم إليها عدد لا يستهان به من المعارضين والمحسوبين على المعارضة العراقية ممن يحمل شهادة وعاطل عن العمل لسنوات فوجد حظه معهم.

ونذكر من هؤلاء حسين بركة الشامي ورؤوف الأنصاري وأحمد السامرائي (الحجية) ومحمد براء نجيب الربيعي وعبد الحليم الرحيمي (الرهيمي) وسامي العسكري ومحمد عبد الجبار شبوط وإبراهيم بَحَر العلوم وسعد شاكر ومهدي الحافظ وقاسم داوود وتوفيق الياسري وعدنان الذرفي وأحمد الشريفي وباسم الأستربادي وزهير حسن وعمار الصفار وحميد الركابي وآزاد شورش وشيرزاد طالباني وعلي حنوش وحامد البياتي وكمال فيلد ونوري لطيف وسعد جواد قنديل ورضا جواد تقي وعلي البياتي وسالم اللامي وسعد البزاز ومشعان الجبوري ووفيق السامرائي وعبد الحميد الكفائي ومُضر شوكت ونبراس الكاظمي وسعد الجبوري ودلشاد زيباري وصادق الموسوي (طارق مطر)، وغيرهم وَقَدْ تطول القائمة لتصل 1833 شخصية موزعة الآن داخل الوزارات العراقية ومؤسسات إصدار القرار التابعة للاحتلال. كانت الدورات تحتوي في محتواها على كيفية الخدمة في أروقة دوائر الاحتلال وكيفية الترويج له عند الدخول للعراق. كما تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من تدريب ستة آلاف عراقي معظمهم من الأكراد للقيام بأعمال ترجمة ومرافقة عسكرية خلال فترة الاحتلال.

بدأ الشارع السياسي العراقي يتحدث عن هذه المسألة وكان الاستياء الكبير من مسألة تدريب علماء الدين يأخذ طريقه إِلى المناقشات. لكون الولايات المتحدة الأمريكية كانت تخلق تياراً من علماء الدين في الخارج بزي رسمي إلا إن تفكيرهم وعقليتهم تَصُبّ في التوجه الأمريكي الجديد. وفي إحدى صلاة الجمعة المقامة في دار الإسلام بلندن في شباط عام 2003م صرح في خطبته حسين بركة الشامي داعيا العراقيين للجهاد مَعَ القوات الأمريكية لتحرير العراق كما أسماه وقال في بعض من خطبته: "يتهمني البعض بإنني أمريكي التوجه وأعلنها من هنا إنني أمريكي حدّ النخاع".

استمرّ حال التوجس من الحرب والتصعيد للحرب يفترش الساحة العراقية بصورة كبيرة جداً حَتَّى وقع الاحتلال وشوهد مَن ساهم فيه بصورة فعالة وعرف العراقي ضعف قدرة صدام وجبنه حَتَّى في الدفاع عن أقل من شبر لساعات طويلة وتبين إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تخيف العراقيين بصدام لكي تكمل مخططها دون إن يحدث ما لا يمكن السيطرة عليه. ولتكن هي صاحبت الفضل على العراقيين بإسقاطه في حين كان بإمكان العراقيين إسقاطه بسهولة لولا تسريب المعلومات إِلى صدام حسين بين الحين والآخر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

لم يكن سقوط بغداد مفاجئا للجميع لأن الكُلّ كان متوقعاً عدم مصداقية صدام للقتال من أجل العراق هو وحزبه ومن يَلِفّ حوله من زمرته المستفيدة. والدليل على ذلك بمجرد إن هوى عام 1991م انتقل الكثير من أعوانه للعمل في صَفّ المصالح وأصبحوا معارضين يميلون حَيْثُ يميل الهوى. ودخل مرتزقة صدام في الأمس كمحررين وقادة للمعارضة عند سقوط بغداد دون مقاومة من على الدبابات الأمريكية. والعجب الذي لا يطاق هو الالتحاق بعد فترة وجيزة جداً وبصورة علنية للأحزاب التي كانت متعاهدة مَعَ الولايات المتحدة الأمريكية بصورة سرية كالدعوة والشيوعي والإسلامي العراقي وبانت مَعَ ذلك ومن خلال الأحداث المتعاقبة اللعبة الأساسية في رسم المخطط الجديد.

من جانب آخر كانت الولايات المتحدة الأمريكية ترى أنَّه ليس من الصحيح إن تترك الساحة السياسية العراقية الخارجية خالية لدحض أُطروحة الاحتلال والعمل ضدّها. فخلقت أَيضاً قبل إقدامها على الاحتلال، تياراً صهيونياً فكرياً تحت منظمة ما يسمى بالذاكرة يديرها كنعان مكية. هدف هذه المنظمة العمل على إجهاض أية مبادرة وطنية أَو عمل يرفض الاحتلال الأمريكي ويدعو لوضع العراق الطائفي من خلال اتهام أعضاء تلك المنظمة الفاسدة للشرفاء من العراقيين الذين لم تنطوي عليهم اللعبة باتهامات باطلة. ضَمَّ هذا التيار الصهيوني عناصر كانت في الأمس القريب قبل انتفاضة عام 1991م شخصيات بعثية تدين بالولاء لصدام حسين وحزبه الفاشستي. وكانت هذه المجموعة مدعومة بصورة أَو أُخرى من قبل إسرائيل وَتَمَّ تدريب معظمهم في إسرائيل حسب رواية خالد اللحام المسؤول في المكتب الفلسطيني من خلال اتصال بمحطة المستقلة الفضائية في 22 مايو 2004م إذ قال بعد إن أكد أسمائهم: "نحن لدينا الوثائق الخاصة بهؤلاء الذين تَمَّ تدريبهم في هرتزيليا بإسرائيل وإذا كانت المستقلة على درجة من الشجاعة نحن على استعداد لإرسالها ونشرها عبر قناتها".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
2009

مســـاعد أول
مســـاعد أول



الـبلد : السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط - صفحة 6 01210
التسجيل : 10/01/2008
عدد المساهمات : 509
معدل النشاط : 60
التقييم : 1
الدبـــابة : السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط - صفحة 6 Unknow11
الطـــائرة : السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط - صفحة 6 Unknow11
المروحية : السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط - صفحة 6 Unknow11

السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط - صفحة 6 Empty10

السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط - صفحة 6 Empty

مُساهمةموضوع: رد: السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط   السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط - صفحة 6 Icon_m10الأحد 16 مارس 2008 - 18:58

ضمت هذه الشلة المتصهينة عدداً ممن كان تابعاً للنظام الصدامي قبل عام 1991م وممن دربتهم الولايات المتحدة الأمريكية لإملاء وتطبيق المشروع الطائفي الصهيوني ونخصّ من هؤلاء بالذكر فائق الشيخ علي (فائق دعبول المرندي) ومحمد حسن الموسوي (مُحَمَّد حسن سعيد الزاملي) وباسم العوادي ومحمد هويدي (مُحَمَّد المهداوي "الشيخ" ويلقب بعبد الأمير هويدي ويعتبر قائداً روحيا لهذه الشلة) وطالب الصراف (للمعلومة ابنه زوج بنت نظمي أوجي المعروف بعمله التجاري لصالح نظام صدام حسين طيلة العقود الثلاثة الماضية) وأمير جابر وحامد الياسري ورياض القره غولي وأحمد هاشل سليمان الحلفي ومصطفى الكاظمي ودلشاد زيباري وصادق الموسوي (يعمل الآن مستشار رئيس الجمهورية العراقية واسمه الحقيقي طارق مطر وهو ليس بموسوي) وحميد الكفائي وآخرين لم يفصحوا عن أسمائهم الحقيقة ويعملون من وراء الكواليس تحت مفهوم عدم مقاومة الاحتلال واللجوء إلى العملية السياسية. وتتلخص مهام هؤلاء بالإضافة إلى ما ذكرناه إلى تكريس الاحتلال والدعوة إلى تقسيم العراق إلى دويلات طائفية وتعميق الفوارق العرقية وإحداث الفوضى من خلال طرح مشاريع فوضوية تمّ دراستها ضمن المشروع الصهيوني للمنطقة

حَتَّى وصل وصفهم الاحتلال الأمريكي للعراق بالفتوحات الإسلامية وأهدافها السامية فتأمل حجم الشرخ الصهيوني الذي يعيشه العراقيون في هذه الفترة. ولعلنا بانتظار مفاجئات كثيرة سوف تظهر على الساحة من خلال نشاط هذه الشلة، خدمة منهم بقصد أَو دون قصد للصهيونية العالمية ضدّ العراق وشعبه التاريخي الأبي، هكذا بدت مؤثرات السياسة النووية تجاه العراق وملابسات سقوط صدام ووقوع العراق تحت الاحتلال، ولكن ما هي الأهداف الأساسية لذلك تجاه المنطقة؟ وهل ينتهي المشروع الأمريكي عند هذا الحَدّ أم إن المنطقة مقدمة على حرب أشمل وأكبر في المستقبل القريب العاجل. ولعلنا لابُدَ إن نؤكد في نهاية مطافنا هذا، إن المشروع الأمريكي كاد إن لا يأخذ طريق النجاح لولا الظهور العلني للاتفاق السري ما بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة والأحزاب السياسية العراقية ذات الشعبية قياساً بالأحزاب الأُخرى الموجودة على الساحة العراقية من جهة أُخرى. إن التحاق حزب الدعوة الإسلامية بكافة فصائله المنشقة والمتحالفة والحزب الإسلامي العراقي والحزب الشيوعي العراقي، كان له الأثر الكبير في تمكين الولايات المتحدة الأمريكية من تطبيق أجندتها التدميرية في العراق بصورة دقيقة. والحقيقة إن تلك الأحزاب الثلاثة قَدْ أَجْهَزت على الفكر السياسي العراقي وأردته قتيلاً عندما تبين أنَّهم جزء من اللعبة الأمريكية في العراق ومُنْذُ وقت طويل.

فَفِي الوقت الذي كانت أدبياتهم ومُنْذُ عقود طويلة تؤكد على مقارعة الاستكبار العالمي في المفهوم الفكري الإسلامي، والإمبريالية المستعمرة في الفكر الشيوعي، نراهم الآن أكبر حليف للولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ مخططها في العراق، الذي لا تخلو الخيوط الصهيونية الدولية من اللعب في كيانه وتوجيهه. وبالتالي فتلك الأحزاب الثلاثة قَدْ جعلت الأمل في التخلص من هيمنة المشروع الأمريكي على المنطقة العربية والإسلامية في الشرق الأوسط عامة والعراق خاصة أمراً مستحيلاً جداً.

لَقَدْ تبين للعراقيين الذين عانوا من طغمة صدام حسين وحزب البعث وبطشه خلال العقود الأربعة الماضية، إن السياسة في عُرف الأحزاب السياسية العراقية سواء كانت إسلامية وشيوعية أممية أَو قومية عربية وكردية وتركمانية أَو ليبرالية منتمية أَو مستقلة، هي كيفية الوصول إِلى السلطة وحسب. إذ ليس هناك مجالاً في نهجهم الواضح لنا الآن أيّ موقع للمبادئ والقيم الدينية والأخلاقية والفكرية، فراح ضحية هذه الممارسات الشعب العراقي بكافة أطيافه. وعلاوة على ذلك فَقَدْ مارست تلك الأحزاب همجية كبيرة لقمع أية توجه شعبي عراقي وطني، لتبقى هي وبحماية الولايات المتحدة الأمريكية سيدة الموقف في السلطة والسياسة، وهذا ما تبين في الواقع في الأشهر القليلة الماضية، حين اتفق الجميع بمختلف أطيافهم السياسية العراقية التي كانت تشكل مجلس الحكم سيئ الصيت، على قمع التيار الصدري، لكونه كان يمثل حالة شعبية عراقية لها امتداداتها الفكرية والعقائدية.



12.5 الأفاق المستقبلية للمنطقة

مَعَ الانتهاء من احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومساهمة بعض الفصائل العراقية في الترويج والتكريس له، بدأت حرب القرن الحادي والعشرين تأخذ مجراها الفعلي. فَقَدْ صاحب الاحتلال الأمريكي للعراق ظهور أُطر فكرية تحاول إن تأخذ طريقها داخل المجتمع العراقي بصورة خاصة وداخل منطقة الشرق الأوسط بصورة عامة. ولعل من أهم أولويات هذه السياسة الجديدة هو تقوقع كُلّ شعب وحكومة في داخل حدودها دون الاكتراث لما يحدث في البلد المجاور. فتسنى للولايات المتحدة الأمريكية تمرير أوامرها بالصورة والتوجه اللذان تراهما مناسبين لإقرار مشروعها المستقبلي. ولقد نجحت بعد احتلال العراق ببثّ مفهوم حَلّ المشاكل الداخلية ولسنا مسؤولين عن ما يحدث خارج أسوارنا. وَمَعَ براءة التعبير الشعبي لهذا المنظار الفكري الجديد إلا إن ورائه أهداف أساسية للولايات المتحدة الأمريكية، إذ تهدف من خلاله إن تصفي نقاط التوتر المعادية إليها. فعلى سبيل المثال ظهر في الآونة الأخيرة تياراً صهيونياً مروّجاً في العراق لعدم الاكتراث بما يحدث في فلسطين وضرورة التركيز على حَلّ المسألة العراقية الداخلية التي نرى إنها سوف لن تَحلّ حَتَّى تنتهي عوالقها خارج منطقة العراق. وبالتالي فالولايات المتحدة الأمريكية أرادت من ذلك إن يقول العربي إن لا ناقة لنا ولا جمل في فلسطين وما هي إلا مشاكل داخلية ولإسرائيل الحَقّ في تصفيتها. أنَّه خيار مَفَّرَ لا يمكن إن يتقبله الشارع العراقي أبداً ولكن التوجيه الإعلامي المركز على هذه النقطة أعطاه بعداً جماهيرياً غير موجود لمعرفتنا بخلفيات المروجين له من خلال استعمال التعابير الإنسانية لمظلومية اليهود في العراق. ولعل الأتعس في تلك الأُطروحة التي يروجها التيار السياسي العراقي المتصهين هو إعطائهم حَقّ اليهود الإسرائيليين بالعودة إِلى العراق ورفض حَقّ الفلسطينيين بالعودة إِلى ديارهم فتأمل أيها القارئ الكريم إِلى أيّ حدّ وصلت الأمور!

تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من خلال التيارات الجديدة إن تعطي اليد الطولى لإسرائيل في القضاء على الفلسطينيين دون إن يتدخل أحد ممن كان يعتبر القضية الفلسطينية أم القضايا العربية الإسلامية. وأخذ هذا المفهوم مداه ليصل إِلى عمق الشرق الأوسط، فترى شعوب المنطقة لا دخل لها فيما يحدث بأفغانستان والباكستان وحصار إيران والعراق وفلسطين والجزائر وبالتالي فَقَدْ نجحت السياسة الجديدة بفصل المنطقة لقواطع لها جاهزيتها للتقطيع لبقع أصغر وأصغر.

كان من أُولى أولويات الولايات المتحدة الأمريكية إن تخرج منطقة الشرق الأوسط من طابعها العشائري المحافظ، ومن خلاله يمكن تقسيم المجتمعات إِلى مدن قائمة بذاتها تنخرط ضمن آليات بناء الدولة التي تراها وتخطط لها الولايات المتحدة الأمريكية كحل مستقبلي لمفهوم الديمقراطية الداعية إليه. الهدف من ذلك إن لا يكون هناك امتداد عشائري أَو قبلي ليغطي جميع مناطق القطر بل ينحصر ضمن المدينة الواحدة. وتمكنت من خلال حربها في أفغانستان من إن تفتت المنظومة هذه من خلال حربها التي أسمتها ضدّ الإرهاب وما إن نجحت حَتَّى انتقلت نفس الفكرة لتطبيقها في المملكة العربية السعودية بعد إن تَمَّ تعميق مفهوم محاربة شبح الإرهاب، وإجبار القبيلة أَو العشيرة التخلي عن أبنائها، لا بل تطاردهم وتسلمهم للسلطات حَتَّى وإن كانت لديهم قناعات ببراءتهم. ثُمّ امتد المفهوم نفسه ليصل إِلى اليمن والسودان والعراق ولا ندري سوف ينتقل إِلى أين في المستقبل القريب.

ولعل من أهم أولويات المشروع الصهيوني الحديث هو تقسيم عالم الشرق الأوسط إِلى دويلات صغيرة لا تقوى على الاضطلاع في التزاماتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية والمصيرية. ولكن ضمن القانون الدولي لا يمكن تجزأة الدول المستقلة إلا إذا طلب أبناء الدولة. فمُنْذُ السنوات الأُولى للتسعينيات كانت الولايات المتحدة الأمريكية تأطر وتحاول برمجة مفهوم الفدرالية في العرق دون إن توجد لها آلية ما. وتحاول من خلاله إن تترك الأمور إِلى الأحداث السائدة في العراق. ولعلها كانت تحاول تطوير هذه الفدراليات لتكن دويلات صغيرة. ولهذا ما يحدث في العراق من تكريس للاحتلال وعدم استقرار نابع من أهدافها في إيصال العراق إِلى حالة مأساوية غير مستقرة يصل فيه الحَدّ إِلى أبناء المنطقة للمطالبة في الانفصال لحماية آمن مدنها. ومن هذا المنطلق يمكن بعد ذلك إن تعتبره الولايات المتحدة الأمريكية تجربة حية يمكن تصديرها إِلى دول المنطقة فَيَتمّ على ضوئها بعد توسيع العمليات المسماة بالإرهابية في السعودية واليمن والسودان فتشهد المنطقة تقسيمات جديدة يمكن إن تباركها الشرعية الدولية لنجاحها في فرض الاستقرار في العراق.

يبدو إن دعوة جورج بوش الأخيرة إِلى بناء شرق أوسط كبير يدخل ضمن هذه الخطة التي بدأت رسومها تأخذ جدية أكبر مَعَ التصعيد في منطقة دارفور السودانية الغنية بالبترول، والتضييق على برنامج إيران النووي السلمي. وَقَدْ شاهدنا في الآونة الأخيرة إن تقرير وكالة المخابرات الأمريكية السنوي الصادر في شباط 2004م ولأول مرة يبحث في شؤون أقليات إيران، مُرَكِّزاً بذلك على منطقة عربستان وتاريخ شعبها وأحقيتهم في تقرير المصير وعلى المنطقة التي يقطنها الأكراد وضرورة مراجعة حقوقهم. أيّ يعني ذلك إن المرحلة القادمة ستشهد لعبة جديدة لإثارة النزاع في إيران ويمكن من خلال تلك النزعات تصدير مشروع تقسيم العراق إِلى دويلات مرتقبة. وبالتالي تبقى ساحة الشرق الأوسط ساحة صراع لقيادتها ما بين تركيا وإسرائيل وكلاهما على الأقل في الوقت الحاضر حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية.

الصراع المستقبلي لقيادة المنطقة ما بين إسرائيل وتركيا يبدو سوف لن يكون ذُو أهمية كبيرة لدى الولايات المتحدة الأمريكية على الأقل في الوقت الحالي. ولكن إذا ما تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من زرع قواعدها العسكرية الست في العراق وزرع قاعدتين أُخريين في المنطقة الكردية وإضافة 12 قاعدة جديدة في منطقة الخليج العربي حسب مصادرها العسكرية، سوف تكون الولايات المتحدة الأمريكية غير مستعدة للبقاء في حلف شمال الأطلسي ولا تحتاجه مُطلقاً. خصوصاً وإنها بدأت بسحب قواتها من أوربا شيئاً فشيئاً بحجة انتهاء الحرب الباردة. وبالتالي فسوف ترى الدول الأوربية لا مناص من تأسيس حلف عسكري أوربي على ركام حلف الشمال الأطلسي وينتهي بذلك تواجد القوات الأمريكية في تركيا. ولا تصبح حليفاً استراتيجياً فتدخل ضمن لعبة التقسيم تحت ذريعة الرضوخ لمطالبة الأقليات. وبهذا تتضح صورة الشرق الأوسط الكبير الذي يتصوره الرئيس بوش لتنفرد بقيادته إسرائيل. ويتحقق حلمها بالسيطرة على المنطقة من النيل إِلى الفرات ليس عسكرياً بل فكرياً واقتصادياً وسياسياً وتاريخياً.

يبدو إن هذه الأحلام لا يمكن إن تأخذ طريقها بسهولة للتنفيذ مَعَ غياب القطب المضاد للولايات المتحدة الأمريكية. ولكن إذا ما استمرّ العالم بجميع دوله في مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ مخططاتها بذريعة شبح الإرهاب فإنّها سوف لن تأخذ وقتاً طويلاً لتنفيذه. إلا إن التقارير تشير إن فرنسا وألمانية وانضمت إليهم مؤخراً الدنمارك قَدْ أدركوا حجم الكارثة إذا ما أعطيت الولايات المتحدة الأمريكية الغطاء الدولي لتنفيذه. ولعل تصريح قادة الحلف وشيراك شخصياً بأننا لن نسمح بتغيير إسرائيل لحدودها التي كانت عليها بعد 1967م خير دليل على فهم اللعبة الجديدة. وَمَعَ هذا فإنّ تلك الدول الأوربية ليست باللاعب الأساسي لإيقاف المشروع، بل عليها إن تعيد حسابات استراتيجياتها ومصالحها في المنطقة لمنع التسلط الأمريكي بصورة شاملة.

التحرك الفرنسي الألماني الدنماركي المعاكس لتوجه الولايات المتحدة الأمريكي ولو لم يأخذ الجانب العلني، كان في المقابل منه تحرك أمريكي سريع للسيطرة على منابع البترول العالمي. فبعد إن تمّت سيطرته على البترول الخليجي والقزويني راح يمسح العالم الأفريقي لتعيين المناطق الغنية بالبترول وكان نتيجة ذلك، التصعيد في السودان مرة بخصوص حرب الجنوب وتارة في دارفور الغنية بالبترول وما شاكل ذلك. وكان أهدافه في تعيين المناطق والاستحواذ عليها من خلال التدخّل لمنع كوارث إنسانية كما أسماها، ليس نابعاً من احتياجه للبترول بقدر ما يحاول السيطرة على منابعه والتحكم في تصديره وتسعيره دولياً لمنع ظهور أية قوة شبيه بالاتحاد السوفيتي، ولتبقى الولايات المتحدة الأمريكية سيدة العالم. خصوصاً وإن التقارير تشير إِلى ترقب ظهور كلا من الصين والهند والاتحاد الأوربي كمنظومة قوية ثلاثية تنافس الولايات المتحدة الأمريكية مستقبلاً وفي فترة لا تتجاوز العشر سنوات القادمة، لمقاييس النمو الاقتصادي والتكويني البشري لِكُلِّ منهم والقدرة التطويرية وامتلاك كلا منهما منظومة نووية. ويبدو إن الولايات المتحدة الأمريكية تتخوف من ظهور تحالفات ما بين تلك القوى الثلاث فتحاول حصر الصين والهند من خلال قواعدها القريبة منهما وإثارة المشاكل في مناطقها كما يحصل في كشمير بالنسبة إِلى الهند وتايوان بالنسبة إِلى الصين وتعميق الخلاف في كوريا الحليف الرئيسي للصين.

نستنتج مما جاء أعلاه إن الشرق الأوسط والصراع عليه يبدو مفتاح الحرب والأمان لما يمتلكه من ذخيرة كبيرة لمصادر الحياة المتمثلة بالبترول والفلزات الأُخرى. وبالتالي فنحن نميل إِلى اندلاع حرب جبارة خلال الثلث الأول من القرن الحادي والعشرين يكون مسرحها الشرق الأوسط بأكمله للسيطرة على منابع البترول والمصادر الأُخرى. خصوصاً إذا أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على السيطرة على أسعار البترول ومحاربة الدول المرشحة لتكن كبرى في اقتصادياتها.

هكذا بدا لنا العالم وصراعاته النووية وحروبه المتتالية وتوجهاته السياسية. وهي صراعات من أجل مناطق النفوذ وتقليل امتلاك الدول للسلاح النووي ليبقى بيد من اكتشفه واستعملته أول مرة ليتمكن من سيادة العالم وتحقيق نبؤة سيادة اليهود ليظهر المسيح مرة أُخرى حسب رواياتهم الدينية التي سيسها الساسة لحماية الكيان الصهيوني.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

السياسة النووية الدولية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 6 من اصل 6انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6

 مواضيع مماثلة

-
» أسلحة الدمار الشامل.. انتشارها وأثرها الإستراتيجي في الشرق الأوسط
» تقرير: شبح الحرب يطغى على منطقة الشرق الأوسط
»  أهم صفقات التسلّح في منطقة الشرق الأوسط خلال 2017
» لماذا لا تبني السعودية أكبر جيش في منطقة الشرق الأوسط؟
» دلالات ورؤى حول التسليح الروسي في منطقة الشرق الأوسط

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقســـام الاداريـــة :: الأرشيف-
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة الموقع ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر

Powered by Arab Army. Copyright © 2019