أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
وقفت الام وبصوت حنون وضعت يدها علي خد طارق (( أنا عارفه ان محدش
منكم قصر ، كلكم رجاله وهتعرفوا ازاي ترجعوا الامور زي ما كانت واحسن
كمان ،.... المهم دلوقت تنام شويه وبكرة نتكلم ))
كان لكلماتها المهدئه لابنها مفعول قوي عليه فهو يريد ان يستريح بالفعل ،
ولا يقوي علي النقاش لكنه يريد ان يعرف فأخبر والدته بأنهم سيكملوا الحديث
غدا
وعندما دخل غرفته وادار جهاز البيك أب علي أسطوانه كلاسيكيه هادئه ، وقبل
ان تمر دقيقتان كان قد غرق في سبات عميق تاركا صوت الموسيقي يصدح في
الغرفه
اما في منزل الاستاذ عبد الله بباب الشعريه كان الصمت يلف حجرات المنزل
مثله مثل طرقات وازقه المنطقه ، ورغم الجو الصيفي الجميل الا ان جميع
ساكني الحي قد أثروا الركون الي منازلهم ، كان المعتاد ان تظل الطرقات
مليئه بالمارة من جميع الاعمار ، والاطفال يلعبون الكره حتي الفجر كذلك تظل
المقاهي شاغره بروادها حتي ساعه مبكرة ، كانت احوال الحرب وأخبارها
تنعكس علي سلوكيات المواطنين الذين أجمعوا بلا اتفاق علي الانطواء في منازلهم .
فأختفت الابتسامه من الجميع وعم الوجوم محل الابتسامه المرتسمه دائما علي الشفاه لذلك لم يهتم أي من جيران أحمد بعودته ، ورغم صخب أستقبال والديه واخوته له ، الا ان أيا من الجيران لم يهتم بالسؤال ، كان الوحيد الذي أهتم بالسؤال هو الرائد حسنين والذي يسكن في الطابق الاسفل لشقه الاستاذ عبد الله والد أحمد ، فرغم ان الرائد حسنين قد احيل للمعاش منذ فترة ، الا ان حواسه العسكريه والوطنيه لم تنطفأ وظل ملازما للراديو يستمع ما يذاع من اخبار ويتبعها بأكواب من القهوة المتتاليه ، وعندما أحس بضجه في شقه جارة أسرع ليسأل قلقا ، وعندما وجد وجه الاستاذ عبد الله متهللا بعوده أبنه من الحرب ، نكس الرائد حسنين رأسه مرددا بفتور غير متوقع (( طيب... حمد لله علي سلامته )) وأستدار عائدا الي شقته بدون أي اكتراث لم يتوقف الاستاذ عبد الله عند رد فعل الرائد حسنين كثيرا وقتها ، انما أنهمك في الترحيب بأبنه العائد من الحرب ، كان هذا منذ ساعه تقريبا والان يجلس الرجل محاطا بابناءه الثلاث وزوجته علي طاوله الطعام في الصاله المربعه المتواضعه يحتسي كوبا من الشاي الساخن .
توجهت الام نحو الغرفه التي دلف أحمد اليها منذ نصف ساعه تقريبا ، وفتحت
الباب بهدوء لتطمئن علي أبنها ، وعندما تأكدت من نومه عادت مره أخري الي
الصاله حيث أرتكنت علي احد الكنبات ووضعت يدها علي خدها هائمه في
التفكير العميق . وبجوار الوالد جلس عاطف الطالب بكليه الهندسه ، يليه كمال وسمير الطلبه بالثانوي . كان صمت الوالد والوالده متجاوبا مع صمت الابناء ، والذين وإن كانوا قد فرحوا بعوده شقيقهم من الحرب لكن من عاد كان جسد شقيقهم فقط ، فهو بلا روح تقريبا مما أطفأ فرحتهم . اما الاب والام فقد رأوا ابنهم محطما بكل المقاييس وقد كبر أكثر من عشرة أعوام فوق سنه من هول ما رأه ومر به في عده ايام فقط . أستدار عاطف سائلا والدته عما بها ، فردت بحسرة ما بعدها حسره (( ما انت شايف أخوك رجع شكله أيه ، هو ده أحمد اللي خلفته وربيته ؟؟ الواد كأنه شايل الدنيا فوق رأسه وماشي بيه )) تدخل كمال في الحوار (( هوا اللي حصل له شويه يا امي ، ما انتي سمعتي من اللي رجعوا عن البلاوي اللي حصلت ، وازاي كانت حالتهم تصعب علي الكافر )) فقاطعه سمير بهدوء((مش الاحسن نحمد ربنا علي رجوع أبيه أحمد بدل ما نشيل هم، هوا أحنا ناقصين)) رفع الاب رأسه قائلا (( أمال لو ماشيلناش هم عيالنا هنشيل هم مين؟ ده الواد شايل هم البلد فوق كتافه )) الام (( الواد يا ولداه متكلمش كلمتين علي بعضهم من ساعه ما وصل لحد ما دخل ونام بهدومه )) عاطف (( يا جماعه ، انتوا ليه مستغربين بس ، أبيه أحمد راجع من حرب انهزمنا فيها ، يعني شاف جيشنا وهو بينهزم ، وأكيد انه شاف الموت بعينيه )) قاطعته الام بحده (( الموت ؟؟؟؟؟ فلا الله ولا فالك )) الاب (( امال انتي فاكرة ايه يا ام أحمد ، أحمدي ربنا انه رجع بالسلامه ، وقومي يالا صلي معايا ركعتين شكر لله علي رجوعه )) ثم نظر الي ابنائه شذرا (( وانتوا مش هتقوموا تصلوا جماعه ؟؟)) فأنتفض الثلاثه هلعا من نظرة الاب وركضوا تجاه الحمام للوضوء. كان ضوء الشمس قد بزع منذ دقائق مزيحا ظلام الليل ومضيئا غرفه النوم،
عندما تنبه عاطف الي ضوء الشمس يضايق عينيه، فأستيقظ ليجد أحمد
مستندا علي حافه النافذه يدخن سيجارة بهدوء،
أحتاج عاطف الي ثوان لكي يدرك عقله ما تراه عينيه ، فأعتدل بهدوء وقام
واضعا يده علي كتف شقيقه في حنان ، شد أحمد علي يد شقيقه مال عاطف
نحو شقيقه وبصوت يكاد يسمع قال
(( الله يكون في عونك يا ابيه )) زاد أحمد من قوة قبضته علي يد شقيقه قائلا
(( انت متعرفش انا شفت ايه في الكام يوم اللي فاتوا يا عاطف ، البلد خلاص
هتقع في أي لحظه ))
تبسم عاطف علي استحياء (( لا يا ابيه ، طول ما البلد فيها رجاله زيك ، مش
موضوع: رد: اعادة احياء قصة السرب777 الإثنين 23 مايو 2011 - 16:38
في تلك الاثناء مر السمري بالرجال ، وسال أحمد سؤاله اليومي عن مصير العقيد تحسين فنكس
السمري رأسه ، فأحس أحمد بان هنالك شيئا ما حدث له ، جلس السمرى بجوارهم قائلا في حزن ((
العقيد تحسين هيتقدم للمحاكمه )) فوجئ الجميع بكلمات السمري ، وأنفعل أحمد غاضبا جدا عن
تقديمه للمحاكمه ، الا ان السمري طلب من ان يهدئ من روعه وان يسمع ما يعرفه (( انت عارفين
إن فيه محكمه مخصوص لمحاكمه الطيران عن تقصيرة في الحرب ، وانا عارف شعوركم وغضبكم
لان احنا مقصرناش نهائيا ، لكن الكلام ان كان فيه حفله هنا في إنشاص ليله الحرب ، وان الحفله
خلصت قبل الهجوم بكام ساعه بس علشان كده الطيارين كانوا مش مستعدين، وفيه كلام ان الفريق
الدغيدي قائد الطيران في الجبهه لم يكن مستعدا وأنه ساب مركز القياده قبل الضرب، وكلام كتير من
اللي يحرق الدم ، وكان لازم كل اللي قصر يتحاكم كمطلب شعبي )) كان احمد وعمر وطارق يستمعون
لكلام السمري في غضب وحنق من التهم الظالمه التي يرددها الشعب لتعليق شماعه الهزيمه علي
الطيران وحده ، وواصل السمري حديثه (( الفريق صدقي محمود عليه تهم تشنقه عشر مرات والفريق جمال عفيفي اركان حرب الطيران
برضه مع أنه كان سايب القوات الجويه لمده ثلاث سنين قبل الحرب وجابوه قبلها علي طول ،
والفريق الدغيدي شايل كل تهم الضربه الجويه ، وباقي المتهمين ما بين لواء وعميد وعقيد ، مفيش
طيارين كتير الا حوالي خمسه سته بس )) قاطعه احمد (( وتهم العقيد تحسين أيه ؟؟؟)) السمري (( العقيد تحسين متهم بانه رفض تنفيذ الخطه فهد ، وبدل ما يطلع كل طيارته طلع اثنين بس )) طارق مقاطعا (( يعني هوا لو كان طلع الطيارات كلها كانت نتيجه الحرب اختلفت ؟؟ انتوا حكيتوا لنا
انهم كانوا اتناشر طيارة بس )) يضحك احمد بسخريه ويجز علي اسنانه غضبا وغيظا أستكمل السمري (( وكمان متهم برفض الاوامر ، لما رفض يغير مسار المظله اللي انت كنت فيها يا
احمد ومعاك خميس الي العريش ، وقرار الاتهام شايف ان مسأله الوقود دي حاجه فنيه ، وكان لازم
عليه انه ينفذ الاوامر )) ، أحمد متهكما بغضب (( والله ده ظلم ..!!!)) عمر (( يعني لما قلنا الحال بدأ
يتعدل وبدأوا يجيبوا ناس فاهمه تمسك القياده يقوموا يحاكموا العقيد تحسين ؟؟ يعني مفيش حاجه
أتصلحت في البلد ؟؟؟)) طارق (( يا جماعه الضغط علي الريس جامد جدا من الشعب ، الشعب فاكر اننا المسئولين بس عن
الهزيمه ، ومحدش عارف انهم في الجيش كانوا حطينا علي الارض ومش سايبنا نطير ونعمل مظلات
، ده حتي طلعات التدريب كانوا ناويين يلغوها بالكامل )) السمري (( علي العموم هما طلبوني للشهاده في قضيه العقيد تحسين ، وأظن إن كلامي ممكن يصلح
الاوضاع بالنسبه له )) أحمد (( الله يكون في عونه فعلا ، محدش شاف ظلم زي اللي هوا شافه )) غير السمري مسار الحديث متسائلا (( وأخبار السرب 77 أيه ؟؟؟)) أحمد بفتور (( مبقاش سرب لسه، كله لسه تحت التكوين احنا قوة تشكيل فقط ، هوا انت الاخبار كلها
عندك؟)) السمري (( انتوا هتشتغلوا مع ناس كويسه جدا ، والولاد الجدد اللي هيوصلوا لسه محتاجين
تدريب طويل ، يعني السكه لسه امامهم طويله ، ربنا معاكوا )) مال عمر نحو السمري (( مش هنشوفك قبل ما نسافر ؟؟)) السمري (( بليل إن شاء الله )) وقام
السمري وترك الرجال تحت جناح الطائرة يتدبرون امورهم وفي فجر اليوم التالي غادر أحمد ورفاقه متجهين الي مطار القطاميه جوا،
وبعد دقائق من الطيران كانت طائراتهم تحوم حول مطار القطاميه أستعدادا
للهبوط .
وفور هبوط الطائرات ، لاحظ احمد ورفاقه ان القاعده تبدو كخليه نحل بكل
معاني الكلمه ، فهناك اعداد كبيرة من المهندسين والعمال يملئون ساحه
المطار ، ومعدات وخلاطات خرسانه ، ومباني غريبه الشكل تحت الانشاء ،
أشار الضابط ببرج المراقبه بتوزيع الطائرات في مكان قصي علي اطراف
المطارات ، وقبل ان يغادر الرفاق طائراتهم كانت احد السيارات الجيب الصغيرة
تتوقف بجوارهم بسرعه
هبط أحمد من الطائرة ليجد رجلا شديد الوسامه والاناقه ، يضع علي عينيه
نظارة شمس تخفي عينيه ، شعرة أسود كسواد الليل ويحمل علي كتفيه رتبه
مقدم ، تقدم المقدم تجاه أحمد الذي أدي التحيه العسكريه له
في تلك اللحظات كان عمر وطارق قد أصطفا بجوار أحمد مؤدين التحيه
العسكريه أيضا للمقدم
صافحهم الرجل بأبتسامه مشرقه معرفا نفسه (( أنا المقدم محمد السيد قائد
المطار، وانا فعلا سعيد بوجودكم معايا )) خلع الرجل نظارته ليكشف عن عيني
حاده متجمده ، وواصل حديثه موجهها كلامه الي أحمد
(( أنا طلبت من الفريق مدكور رجاله شاركت في القتال الايام اللي فاتت ،
وعندها خبرة علشان يكونوا سرب المقاتلات بالمطار ، ولما جت ملفاتكم عرفت
ان الرجاله دي هيه اللي هتعرف تشتغل معايا ..... ببساطه أحنا مش عايزين
طيارين بس ، احنا عايزين فدائيين من نوع خاص ، واللي اعرفه عنكم يخليني
أقول انكم أقرب ما يكون للي في دماغي )) لبس الرجل نظارته مجددا ،
وأصطحب الرجال معه في السيارة ، وبينما السيارة تتجه نحو مبني القياده ،
تجولت أعين الرفاق في انحاء المطار متسائله عما يحدث .
وفور وصول السيارة ونزولهم منها ن أستدار المقدم محمد ، مشيرا الي تلك
البنايات الغريبه قائله
(( المباني اللي شايفنها دي دشم طيارات ، علشان ميحصلش زي اللي حصل
تاني ))
تهلل طارق طربا (( يا فندم أحنا كنا عايزين الدشم دي من زمان ))
بينما تساءل عمر (( بس يا فندم ، دوران المحرك جوه الدشمه مش هيأثر
علي جسم الطيارة ؟؟))
أجاب المقدم محمد (( التصميم الابتدائي للدشم واللي الروس رفضوه من زمان
، كان فيه العيب ده أما الدشم دي فتصميم مصري 100% لها بابين ، باب
دخول وباب خروج ، وعند تشغيل المحرك يكون باب الدخول الخلفي مفتوحا
لخروج العادم ، يعني مفيش حرارة ولا حاجه ))
هتف أحمد بسعاده ((تحيا مصر ... اهوا ده الشغل والا بلاش ))
تدخل المقدم محمد مره اخري (( المشكله إن مفيش اعتمادات ماليه كفايه
لعمل دشم اكتر ، المرحله الاولي هيه عشر دشم بس ، يعني لسه فيه طيارات
ملهاش دشم ، ودي هنوزعها علي اطراف المطار ))
طارق ممتعضا (( يا دي الاعتمادات الماليه اللي ودتنا في داهيه ، يعني لازم
ننضرب تاني))
المقدم محمد (( أنت مش متخيل حجم المبالغ التي بتنصرف علي الجيش
دلوقت، إحمد ربنا أن الفريق مدكور قدر يتصرف في عشر دشم لكل مطار،
لكن خطه الطوارئ اللي الفريق مدكور وافق عليها ، فيها ثلاثين دشمه
بالمطار منها التبادلي ,والهيكلي وكمان رصف ممر جديد ، واطاله الممر
الحالي لمرة ونص طوله الحالي))
أحمد متسائلا (( ده كدة المطار هيكون قاعده كبيرة ؟؟))
المقدم محمد (( لا يا احمد، دة الطبيعي في كل مطار حربي ، أو المفروض انه
يكون موجود في كل مطار ولو ده كان موجود قبل خمسه يونيو ، كان الحال
اتغير فعلا )) عمر (( شاء الله وما قدر فعل ))
المقدم محمد (( المهم ، انه عندنا تشكيل ميج17 فيه ست طيارات ومع